المؤتمر الاستثنائي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم اقر قانون الجامعة الجديد

وطنية – اختتمت في نيويورك، أعمال المؤتمر العالمي الاستثنائي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، والذي عقد في فندق هيلتون – نيو جرسي، من السادس وحتى التاسع من نيسان الحالي.

ترأس المؤتمر الرئيس العالمي الياس كساب، في حضور الرؤساء العالميين السابقين أليخندرو خوري، أنيس كارابيت وبشارة بشارة، الأمين العام العالمي وسام قزي، نائب الرئيس العالمي عن أستراليا ومستشار الرئيس العالمي المحامي والقانوني ستيفن ستانتن، نائب الرئيس العالمي عن أميركا الشمالية فرانسوا أبو نعمان، نائب الرئيس العالمي عن أميركا اللاتينية فرناندو حلو، رئيس مجلس الشبيبة كلود جعيتاني وأعضاء وفد الشبيبة، رئيس المجلس القاري لأميركا اللاتينية خوان صليبا ووفد من القارة، مستشار الرئيس العالمي ممثلا رئيس المجلس الوطني الفرنسي روجيه هاني مع وفد من أوروبا، رئيس المجلس القاري لأميركا الشمالية خليل خوري ونائبيه عن كندا والولايات المتحدة ليلى الحاج وعمر معلوف، اضافة الى مندوبي الجامعة إلى المنظمات غير الحكومية التابعة إلى الأمم المتحدة سمير راشد، إدمون عبد المسيح، ريتا حكيم وكريستيان صليبا الذي ترأس أيضا هيئة الثقافة في الجامعة، عضو المجلس العالمي باسم مدور، أمين عام أميركا الشمالية فادي فرحات، رئيس فرع نيو جرسي مراد كاريو ونائب رئيس فرع نيويورك محمود صفا وحشد من رؤساء الفروع والمسؤولين المحليين والعالميين.

وكان البند الرئيس على جدول أعمال المؤتمر الاستثنائي، دراسة الاقتراحات المتعلقة بإقرار المادة 16 من النظام الداخلي العام، استكمالا للقانون الأساسي والنظام الداخلي الجديدين اللذين أقرا في مؤتمر تورونتو في نيسان 2016.

يذكر، أن هذه المادة تتعلق بالشروط الواجب اتباعها للموافقة على شرعية الفروع والمجالس الوطنية ومجالس الولايات، والتي تحدد أيضا آلية الانتخابات العالمية.

بعد النشيدين الأميركي واللبناني، رحب مراد كاريو بالحضور، ثم تحدث كساب وشكر القارة الأميركية وفرعي نيويورك ونيو جرسي المنظمين للمؤتمر، وعرض الضرورات لإحداث التغيير في قوانين الجامعة العالمية، وقال:”نجتمع اليوم في أدق مرحلة من تاريخنا، حيث يكتسب هذا المؤتمر أهمية تاريخية، لأنه سيعبر بالجامعة من مرحلة إلى أخرى، أي من مرحلة الصمود إلى مرحلة المأسسة”.

وتابع:”تحملون جميعا، رؤساء عالميين سابقين، مسؤولين عالميين سابقين وحاليين، مناضلين من أجيال مختلفة، شرف الانتماء إلى مؤسسة حميتموها برموش العيون، بتضحياتكم وتعبكم، بجهدكم الدائم، وبدفاعكم المستمر عنها كمنظمة عالمية إغترابية مستقلة غير حكومية، تسهر على مصالح المغتربين المنتشرين، وتدافع، بدون أجندات مخفية أو فئوية أو سياسية أو طائفية، عن وطننا الحبيب لبنان”.

واشار الى ان “ماضينا ناصع، ولكن إذا قعدنا، نصبح جزءا جامدا من الماضي”، وقال:”تشارف الجامعة اليوم عمرا على الستين سنة، وقد عبرت من منتصف القرن الماضي إلى اليوم بصمودها المعروف، ولقد وقفت في وجه من حاول إلغاءها والسيطرة عليها، ولن تقف هذه المحاولات اليوم، والتي يتوسلها بعض المتنفذين في لبنان، لأن الجامعة، كانت وستبقى رقما صعبا، لسبب بسيط هو أنها مستقلة”.

واعلن “ان وسائل الصمود تختلف عبر العقود، فما كان يصح في القرن العشرين أصبح عاجزا عن مواكبة التطور، في عصر تغيرت فيه وسائل الإعلام، وطرائق التواصل الاجتماعي، وبقدر ما أصبحت هذه الوسائل سهلة، بقدر ما رتبت على المنظمات، خاصة العالمية منها كمنظمتنا، تعقيدات متأتية من تخلف الأنظمة فيها وعدم قدرتها على مواكبة التطور في السرعة المطلوبة”.

واضاف:”إن الجامعة تهرم، على مستوى الأفراد، ولا بد من فتح أبوابها للجاليات، وللطاقات الاغترابية، لا على طريقة بعض السياسيين الذين يحاولون توظيف هذه الطاقات في الصراعات السياسية الضيقة، بل بعصرنة المؤسسة لتصبح خزانا بشريا للشبيبة المؤهلة اليوم كي تحمل المشعل، فتتكيف مع العصر، وتستوعب، بطاقات أفرادها، التحولات الجديدة، فتنتقل الجامعة إلى حالة شابة تعيد لها الحياة، وتؤمن توثبها للمستقبل، وما يقف عثرة في سبيل ذلك هو قصور أنظمتنا وتخلفها، وتقوقعنا، وتشبثنا بنفوذ شخصي أحيانا ينازل أية محاولة تغيير”.

واكد “ان لبنان لما يزل ينوء تحت عبء الصراع الإقليمي، وتحت الفساد المتفشي الذي ينعكس انهيارا إقتصاديا واجتماعيا على مختلف المستويات، ولما يزل الاستقرار السياسي فيه هشا، ولما نزل ننشد استقلالا ناجزا لم يتحقق حتى اليوم، وكما كانت الجامعة درعا إغترابيا مستقلا، يجب أن تبقى ضرورة، فبقدر ما نزيد من فاعليتها تنظيما وحضورا، بقدر ما نستطيع أن نكمل بدورها الرائد في الإشارة إلى الخلل ورفضه، وفي الدفاع عن حرية لبنان واستقلاله وسيادته”.

وختم:”إن الإيمان والمحبة والتضحيات لا تكفي في عصر العولمة، بل مأسسة الجامعة هي الحاجة والحل والطلب الرئيس والأوحد اليوم هو التغيير، التغيير في النصوص، التغيير في الممارسة الديمقراطية، التغيير في الانفتاح على الجاليات التي منها الجامعة انطلقت، ومنها تستمد قوتها، ولها وللبنان تستمر، وها قد حانت ساعة الحقيقة، هي بين أيديكم أمانة للأجيال الجديدة في الجامعة، وما تصويتنا على القانون الجديد إلا خطوة في مسيرة الألف ميل”.

ستانتن

ثم عرض ستانتن لوضع القانون الأساسي والنظام الداخلي الجديدين في الجامعة، واعطى رأيه القانوني حول عدم وجود آلية للانتخابات العالمية، وفند الواقع القانوني، معتبرا “أن إقرار المادة 16 والمتعلقة بالشروط الواجب اتباعها للموافقة على شرعية الفروع والمجالس الوطنية، هي الأساس الذي عليه تبنى الآلية التي يجب أن تتبع لإجراء الانتخابات العالمية”.

وقال:”ان إعطاء إحدى القارات ثلث الأصوات، تحول إلى عائق أمام ممارسة ديمقراطية صحيحة، كما يمنع إجراء التسجيلات الدولية المطلوبة للجامعة، ويسمح بتغطية فروع غير شرعية مما يهدد بانهيار النظام العام في الجامعة، ويطعن بالمساواة، ويهبط عزائم النشيطين فيها”، معتبرا “أن إقرار المادة 16 هو نقطة انطلاق وتحديث الجامعة في القرن الواحد والعشرين”.

قزي

اما قزي فقدم اقتراحا حول المادة 16 وطرحه للنقاش الذي استمر طيلة اليوم الأول من المؤتمر وتابع المؤتمرون النقاش طيلة اليوم الثاني، وبعد استنفاد كل الملاحظات، صوت المؤتمرون على المادة 16 الجديدة بالإجماع وفيها:

  • إقرار الشروط الجديدة التي يجب أن تتوفر في الفروع والمجالس الوطنية ومجالس الولايات للموافقة عليها من قبل الأمين العام العالمي، والحزم في عدم قبول كل ما لم يستوف الشروط.
  • نقل حق التصويت من الفروع والجمعيات المنتسبة في الانتخابات العالمية إلى المجالس الوطنية.
  • توزيع النسب الجديدة في عدد الأصوات على المجالس الوطنية في القارات.
  • إعتبار البرازيل قارة مستقلة مقسمة إلى مجالس وطنية، وبدل ثلث الأصوات المعطى لها في القانون القديم، يستعاض عن ذلك بإعطائها الحق بإنشاء ثمانية مجالس وطنية.
  • إنتساب كل التسجيلات القانونية الموزعة على المجالس القارية والوطنية والفروع إلى الجامعة الأم كشركة عالمية لا تبغي الربح.
  • تشكيل لجنة تنظيمية برئاسة المحامي ستيفن ستانتن، ولمدة خمسة أشهر، تسهر على تطبيق القانون الجديد تمهيدا للانتخابات العالمية القادمة، وترفع ملاحظاتها للأمين العام العالمي وللرئيس العالمي لاتخاذ القرارات النهائية بشأنها.
  • ينعقد المؤتمر العالمي القادم بي باريس.

ثم صوت المؤتمرون بالإجماع على الطلب من الرئيس العالمي تمديد ولايته للافساح في المجال أمام اللجنة التنظيمية لإتمام عملها، ولإعطاء الأمين العام الوقت الكافي لتشكيل الهيئة الانتخابية، فنزل عند رغبة المؤتمرين، ووافق على التمديد لمدة خمسة أشهر، وألغى المؤتمر العالمي العادي الذي كان مقررا في اليومين التاليين، واستعمل هذين اليومين في استكمال أعمال المؤتمر الاستثنائي، فتليت التقارير الإدارية والمالية، وتقارير مجلس الشبيبة ومجالس الجامعة، والقارات والمجالس الوطنية، وتم استعراض ومناقشة بعض المشاريع المستقبلية.

انتخاب رئيس جديد

وعلى هامش الموتمر، عقد مجلس الشبيبة العالمي التابع للجامعة مؤتمره العادي، ناقش خلاله المؤتمرون نشاطاتهم السابقة والمشاريع المستقبلية، ثم انتخب المؤتمرون سرجيو فغالي (كولومبيا) رئيسا، خلفا لكلود جعيتاني، وكرستينا سلامه (كندا) أمينة عامة.

إجتماع

كما اجتمع وفد من الجامعة بمكتب الشرق الأوسط وغرب آسيا في الأمم المتحدة، وكان على جدول أعمال الاجتماع متابعة موضوع النازحين السوريين ومساعدتهم، ومساعدة لبنان على تخطي الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على هذا النزوح.

وقد ترأس الوفد كساب، وضم قزي، اليخاندرو خوري، خليل خوري، ومندوبي الجامعة روجيه هاني، كريستيان صليبا، سايد شدياق، سمير راشد، إدمون عبدالمسيح، ريتا حكيم وستانتن الذي قدم دراسة باسم الوفد لهيئة الإغاثة في المنظمة العالمية ولمكتب لبنان فيها.

===================== جوزيان عزيز

http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/338168/