Dossier de Presse-Sit in 16 fev 06-Ar

الجامعة اللبنانية الثقلفية في العالم

والشباب اللبناني المقيم في فرنسا

الحرية، الاحترام والحوار

ايها الللبنانيون، يا اصدقاء لبنان الاعزاء

نحن مجتمعون هذا المساء بالقرب من حائط السلام لاننا نملك رسالة سلام نريد ابلاغها.

ان تجمعنا هو في الاساس جواب من اللبنانيين المقيمين في فرنسا على الصور التي تم بثها في العالم كله يوم 5 شباط.

ففي اليوم المذكوروخلال تظاهرةاحتجاج على الصور الكاريكاتورية التي تستهدف النبي محمد قامت مجموعة غوغائية بزرع العنف والحقد في شوارع منطقة الاشرفية في بيروت قبل ان تحرق البناء الذي تقع فيه قنصلية الدانمرك.

اننا  نجتمع هذا المساء للتحدث بصورة اساسيةعن المبادئ وليس للتحول الى جزء من السجال الدائر حول هذه الرسوم.

نحن هنا لنقول معا انه في داخل الثقافة اللبنانية يمكننا أيجاد عناصر الحل لهذا النوع من المسائل.

ان لبنان يتمتع منذ ولادته بميزة انه فسيفساء من المجموعات. واليوم مع العولمة فان العالم يميل الى التحول بكليته الى موزاييك من الشعوب والطوائف.

هل يمكننا التحدث عن نموذج لبناني بعد سنوات من الصراعات والالام ؟

هل يمكننا التكلم عن نموذج لبناني بعد الذي حدث يوم الاحد في 5 شباط ؟

من المؤكد ان ماضينا غني بالاحداث وان التعايش بين طوائف لبنان لم يكن سهلا دائما. ومع ذلك فقد تعلمنا من تاريخنا ان نستخرج ما هو جيد في تعدديتنا مثل معدن ثمين في تربة غنية.

ننظر الى قرون من التعايش لنتحدث بثقة وتواضع عن النموذج اللبناني.

ان طريق الحل الذي نقترحه شيدناه على ثلاثة اعمدة الحرية والاحترام والحوار.

فبدون الحرية ليس هنالك من شعوب وهذا هو اول درس في التاريخ. ان أي نوع من الرقابة اكان مفروضا او موحى به يؤدي ذات يوم او آخر الى الاستعباد ويحضر الانسان للتخلي عن اختياره الحر. اذ بين الحواجز وقضبان السجن ليس هناك الا خطوة .خطوة يقطعها ممتهنو التعسف في استخدام السلطة.

ولكن اذا كنا احرارا في ان نقول  ما نريد فليس علينا ان نقول أي شيء مهما كان. وفي هذا السياق لايمكن ان نسمي ممارسة للحرية تلك التي نجرح فيها بقصد وبدون سبب المشاعر العميقة لفرد او لثقافة او لشعب. انه لايمكن استخدام ادوات الخير لخلق الشر.

ورغم ذلك فان سؤالا يفرض نفسه وهو عما يحول بين الحرية وبين الجروح التي يمكن ان تتسبب بها؟ ان الجواب غالبا هو القانون. من المؤكد ان القوانين التي صوتت عليها برلمانات انتخبتها الشعوب تستطيع ويتوجب عليها ان تقيم اطارا شرعيا وغير استنسابي لممارسة حرية التعبير. ان للمحاكم ان تقرر في ما اذا كان هذا القول تهجميا كاذبا ام لا. ولكن يتبين انه في القرية الكونية التي نعيش فيها والمكونة من فسيفساء من الشعوب والمجموعات لم تعد القوانين الوطنية وحدها الاطار المناسب لحل كل الخلافات. من الضروري اليوم ان  نعود الى جوهر القيم الانسانية لنجد القيمة المغيبة بعض الشيء في ايامنا وهي الاحترام .

كم يكون اكثر سوية وصحيحا لو رفعنا الاحترام كقيمة بحد ذاتها الى مصاف قيمتي الحرية والحقيقة. كم سيكون التواصل بين الشعوب اكثر طمأنينة اذا قرر كل انسان ان يشهد بحقيقته التي هي بالضرورة ذاتية ولكن على قاعدة احترام الشطر من الحقيقة الموجود لدى الاخر.

وبدون ان نغرق في الطريق غير المضمون للرقابة الذاتية لا بد لنا من البقاء يقظين لمساوىء الاستفزاز والتحريض. ان التحريض كولد صفيق للمجتمع الذي يجتاحه الاعلان والدعاية لا يمكن ان يخنق بلامبالاة كاملة نبل فضيلة الاحترام.

يجب قبول حرية التعبير والبحث في كل تجلّ لها عن جوهر الرسالة التي نود ابلاغها. وهكذا يمكننا تحاشي ردود الفعل البدائية والمعدية وخاصة تلك المدبرة. ويجب علينا تاليا ان نكون مستمعين جيدين لهؤلاء الذين يتلقون رسالتنا لفهم كيفية تلقيها وادراكهم لها. ان الادراك هو قيمة بحد ذاتها ينبغي فهمه وقبوله.

وفي حالة الاختلاف الذي هو مرحلة الزامية في الاثراء المتبادل للمتحاورين وبدل ان ينعزل كل في قوقعته الامر الممهد للعنف يجب فتح الطريق الثالث والثلاثي للتواصل أي الحوار.

هذا هو الطريق الوحيد للخلاص الذي لا يقود الى مفهوم احادي للاشياء بل يزيد عدد المحاورين مع الفروقات التي يمثلونها ولكن بما يتجاوز نقاط الخلاف.

ان الحرية والاحترام والحوار هي الصروح التي اشيدت عليها الثقافة اللبنانية. وهي القيم المؤسسة لهويتنا.

اليوم نحن هنا لفتح مدى للحوار.

نحن هنا لتجديد رفضنا للعنف.

اليوم يضيف اللبنانيون في باريس وبالاجماع ثلاث حجار صلبة لحائط السلام.

باريس في 16 شباط 2006