Don't Miss

Michel Obeid, great discovery of a treatment that kills cancer – 02 February 2007

إنجاز جديد يحققه لبناني وإن خارج بلده. شباب لبنان في الخارج يبحثون عن انجازات واختراعات علمية متقدمة، فيما اخوانهم في الوطن يتقاتلون على الهوية والانتماء السياسي الضيق الأفق. في بلاد الاغتراب يعملون للحياة، وهنا يتغنون بالحياة ثم يعملون ما يناقض شعاراتهم سعياالى الموت.
ميشال عبيد شاب لبناني في الرابعة والعشرين من عمره، قد يصبح بعد تأكد التجارب على الانسان، مكتشف العلاج الذي يفتك بالسرطان، هذا المرض الذي أتعب الناس، والعلماء والباحثين.
عبيد اللبناني من بقرزلا، شغل الصحف العالمية الاسبوع الماضي، وعنه كتبت جريدة “Le Parisien” تحقيقا بعنوان “السرطان: الاكتشاف الذي لا يصدق لباحث في الـ24″، كما نشرت مجلة “Nature Medecine” تحقيقا مماثلا .
وكتب دانيال روزينويغ الآتي:
“اعتاد معهد “غوستاف روسي دو فيل جويف” الباحثين الذين يقدمون آخر الاختراعات للبشرية. ومن بين هذه الاكتشافات المتقدمة التي تستحق المتابعة واحدة تبدل الاسطورة لمكتشفها، العالم الشاب الذي لم يتعد الرابعة والعشرين من عمره، ها هو ينشر ثمار أتعابه في العدد الاخير من مجلة Nature Medecine المرموقة. والاكتشاف واعد جدا لمرضى السرطان.
في ليلة الميلاد عام 2005 نظر ميشال عبيد مرة اخيرة في مجهره وكاد اليأس يتملكه. وصل هذا الشاب الى المعهد قبل ثلاثة أعوام ليحضر أطروحته حول التلقيح ضد السرطان في القسم الذي يديره غيدو كرويمر.
وبدأ يختبر ردة فعل بعض البروتينات ويشك في انها قد تصلح لانذار جهاز المناعة بوجود خلايا سرطانية. اختبر البروتين الاربعين “الكاريتيكولين” المعروفة بـ”كال” في الثالث والعشرين من كانون الاول الماضي. أتى بابا نويل قبل موعده. لبينغو! حال عجيبة غريبة، فالكال الذي يراقب ينبه جهاز المناعة! 90 في المئة من الورم انتقص حتى العدم.
الـ”كال” موجود في كل الخلايا. يقول الباحث الشاب: “ان الفكرة تكمن في جذب جهاز المناعة الى الخلايا السرطانية عبر هذا البروتين. فما أن تعرف وتصنف الخلايا الدخيلة على أنها غريبة تطرد الكريات اللمفوية كل الخلايا الشبيهة بغية القضاء عليها”. النظرية صائبة. فبعد بضعة اشهر، وعقب تجارب على الفئران تفاعل جهاز المناعة.
يشرح طالب الدكتوراة ميشال عبيد قائلا: “خلال أيام، انتقص الورم بنسبة 90 في المئة لدى الفئران ولكن هذه المرة وعلى عكس المعالجة الكيميائية لم تنتج اضرار. قرر ميشال عبيد ومديره غيدو كرويمر المتخصص في موت الخلايا اختبار البروتين ومزجها مع الادوية المستعملة في العلاج الكيميائي. النتيجة كانت مذهلة. تأثير الناتج زاد بكثرة. الاكتشاف مهم. كذلك الآثار وبالاخص الاقتصادية منها. وهذا ما يدفع الى نيل شهادة عالمية.
يلخص كرويمر قائلا: “لقد ابتدعنا العلاج”. وعندما سألته: لماذا لم تصل اليه سابقا؟ أجاب: “اعتقد أنه لم يتم البحث عنه، لقد بحثنا من جهة موت الخلية وليس من جهة المناعة. ويبقى كرويمر حريصا على مستقبل هذا الاكتشاف بالنسبة الى السرطان المتقدم الا انه يقول: “انني واثق من ان مشابهات ستحصل عند الانسان ولكن الترتيبات النظامية تنص ان التجربة على الانسان لن تقام قبل عامين وان تطبيقها على المريض قد يحتاج الى نحو عشرة أعوام”.
الطالبة فرح ابرهيم عيسى التي تدرس الترجمة واللغات الحية في جامعة القديس يوسف تابعت المسألة باهتمام بالغ، وعملت على ترجمة التحقيق، وأجرت، بالتنسيق مع “النهار” اتصالا بعبيد في باريس وكان لها معه هذا الحوار القصير:
• هلا أخبرتنا عن دراستك ما قبل وصولك إلى فرنسا؟
– درست في مدرسة بقرزلا الرسمية ثم انتقلت الى مدرسة مار يوسف. وعند انتهائي من الدراسة الثانوية تابعت سنة تحضيرية للطب في الجامعة اللبنانية، الا انني لم اقبل لدخول الكلية. وفي عام 2001 انتقلت الى فرنسا الى مدينة تولوز وبعدها قصدت العاصمة باريس.
• أليس من الغريب استبعادك عن الجامعة اللبنانية وتفوقك في فرنسا؟
– لبنان ويا للاسف بلد “الواسطة” ولسوء الحظ لم تكن “واسطتي” قوية…
• الاكتشاف واعد جدا لمرضى السرطان هلا شرحت لنا عنه؟
– يختبئ السرطان في جسم الانسان، لذلك لا يتعرف عليه جهاز المناعة مما يعطيه الوقت ليكبر ويتكاثر حتى انه ينتقل الى اعضاء اخرى في مرحلة متقدمة. الفكرة تكمن في ايجاد خلايا تكشف السرطان وتسهل كشفها عبر جهاز المناعة. ارتكز البحث على جهاز المناعة لا على السرطان، وفي شكل خاص على بروتين موجود في كل الخلايا السليمة، هي “الكالريتيكولين” المعروفة بالـ”كال”.
• ما هو دور الكالريتيكولين؟
– يستطيع الـ”كال” اعطاء اشارة للقضاء على الورم، فما ان توجد الخلايا السرطانية حتى يستطيع جهاز المناعة ان يقضي على السرطان عبر الكريات اللمفاوية.
• هل قمتم بتجارب ثابتة؟
– زرعنا خلايا سرطانية لفأرة ثم حقنا الكالريتيكولين فاختفى السرطان من دون ان تتأذى الخلايا السليمة.
• هل من المحتمل ان تنتج عنه مضاعفات؟
– البروتين موجود في كل الخلايا وهو فيزيولوجي لذا لا يمكن ان يكون ساما.
• لماذا لم تذكر صحيفة “Le Parisien” انك لبناني؟
– لقد طرح علي الجميع هذا السؤال. لم يسألوني عن الامر. وانا لم ارد التحدث كباحث مستقل احتراما للاستاذ المسؤول عني فهو نمسوي.
• هل من المحتمل ان يتطور هذا الاكتشاف؟
– أظن ان هذا هو الحد الاقصى حاليا وعلينا ان نختبره على الانسان. وقد نلنا شهادة عالمية عليه.
• هل تود ان تضيف شيئا؟
– لا يسعني سوى ان اشكر الله واهلي في لبنان وكل من اوصلني الى ما انا عليه.