Ricardo Azar – Lebanon's Brazilian Voice – 05 May 2008

ricardo azar

ريكاردو عازار صدى لبنان البرازيلي

حبيب شلوق

عندما وقف ريكاردو  إيزار خطيباً في أحد الإحتفالات التي أقيمت في البرازيل لدى زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في شباط ١٩٩٧ في مناسبة الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمعية المارونية في سان باولو، بدا جلياً يومها أن  الدم اللبناني  لا ينضب بل يظل يجري في العروق جيلاً بعد جيل بعد جيل.

وعندما عاهد المغتربون البطريرك صفير على زيارة لبنان “ولو مرة” في السنة إذا كانت عودتهم الدائمة مستحيلة، كان ريكاردو إيزار في أوائل القوافل التي جاءت الى الوطن الأم، ثم تكررت الزيارات مرة لبكركي ومرة للديمان والعكس بالعكس، قبل أن ينشط في المشاركة في كل نشاط لبناني برازيلي مشترك سواء على صعيد المجالس النيابية أو على صعيد الزيارات الرسمية والمؤتمرات الاغترابية، أو تلبية لدعوة من الحكومة اللبنانية عام ١٩٩٧. وذهب ريكاردو الى أبعد من ذلك إذ وطّد علاقاته بالجالية اللبنانية وبأركان الجمعية المارونية، حتى أنه رافق أركان الجالية الى روما للمشاركة في احتفالات التطويب أو التقديس للبنانيين.

وريكاردو إيزار (والأصل عازار وشاء تغيير الـA  بالـI،  لأسباب لغوية برتغالية)، يفخر بلبنانيته ويصر على استعادة جنسيته وهذا ما جاهر به لدى زيارة الرئيس الراحل الياس الهراوي للبرازيل عام ١٩٩٨، ثم خلال مشاركته في مؤتمرات النواب المتحدرين من أصل لبناني سواء في بيروت أو في البرازيل أو غيرهما من الدول.
ولد ريكاردو نجيب عازار ـ وهو يتحدر من بلدة بكفيا ـ  في ٢٨ تموز ١٩٣٨، و درس الحقوق في سان باولو قبل أن ينضم الى حزب  P. T. B.  (حزب العمال البرازيلي)  وينصرف الى العمل السياسي منذ عام ١٩٦٣ عندما إنتخب عضواً في بلدية المدينة، ثم نائباً في ولاية سان باولو فنائباً فيديرالياً إعتباراً من ١٩٨٧، وحتى مماته. وقد إنتخبه النواب زملاؤه وأبناء وطنه الأم  رئيساً لتجمع النواب المتحدرين من أصل لبناني، ولا يزال في هذا الموقع حتى اليوم.

كذلك تولى الصديق ريكاردو مناصب عدة، ودافع كثيراً عن لبنان مطالباً باستعادة المغتربين جنسيتهم، وجاهر بإعلان دعمه السيادة اللبنانية وخروج القوات السورية من لبنان، وكان عضواً ناشطاً في الجمعية الخيرية المارونية في سان باولو، و”اشتغل على نفسه” كثيراً ليتعلم لغته الأم، وبدأ يتكلم بعض العامية منها، ثم راح “يشارع” في السياسة كما لو أنه في لبنان، انما بتهذيب، ويعطي رأيه في قضايا شائكة كما غيره من اللبنانيين.
والنائب عازار تبوأ مناصب  عدة، منها: السكريتير الإداري المناطقي لبلديات سان باولو، عضو مجلس نواب ولاية سان باولو، عضو مجلس نواب فيديرالي،عضو مجلس البرلمانات الأميركية من أصول عربية ومشارك في مؤتمر لها في دمشق عام ١٩٨٥، رئيس الجمعية البرلمانية البرازيلية ـ اليابانية ١٩٨٨، رئيس المجلس التأديبي في البرلمان البرازيلي، مشارك في أول جمعية تحضيرية للمجلس البرلماني الدولي الثاني للأصول اللبنانية (لبنان ١٩٩٥).

يوم ٢٨ آذار الفائت، كان ريكاردو  (٦٩ عاماً) الذي يفخر بلبنانيته ومارونيته ويفاخر ببلدته بكفيا التي زارها ولن ينساها، يشارك في حفلة أقامها “نادي مونتي ليبانو” في سان باولو  وهو أحد أعضائه، تكريما لذكرى جبران خليل جبران، عندما شعر بألم في الصدر فنقل الى “مستشفى القلب” وهو من أكبر مستشفيات سان باولو  وصاحبه وأطباؤه  من أصل سوري ولبناني، وأجريت له جراحة، إلا أنه اسلم الروح أول من أمس، واحتفل بالصلاة لراحة نفسه بعد ظهر أمس.

ريكاردو عازار الصديق سيفتقده كثيرون . وسان باولو ستفقد بغيابه بريقاً مميزاً.