في ذكرى رحيل أنسي الحاج

المصدر: بيروت ـ (خاص) من سامر مختار

تناقلت الأوساط الثقافية العربية أنباء عن تدهور الحالة الصحية للشاعر اللبناني أنسي الحاج الذي غاب عن الوعي عقب خروجه من المستشفى قبل أسبوع وتلقيه الرعاية الصحية فى منزله بعد تدهور حالته إثر مرض السرطان

وجاء في مقال للشاعر والروائي اللبناني عباس بيضون حول هذا الحدث: ” دخل غرفته وأغلقها عليه، لأنهم يعربدون في الخارج، لأنهم يصحّرون الروح، لأنهم يزنون بالكلمات ويجعلونها مشبوهة وعاقرة، لأنهم يأكلون أجساد بعضهم بعضاً، في هكذا مكان يصعب على المرء أن يجد نفسه. إنها باستمرار طائرة خوفاً وطائرة سأماً وفارّة من وجه القبح والشر، في هذا المكان يصعب على المرء أن يصنع قصيدته وأن يجد مكاناً لها. يصعب على المرء أن يلعب مع الكلمات وأن يلعب بالكلمات، لقد وجدت القصيدة انها متلألئة في السماء. ملموسة وبارزة ولا تحتاج إلا لمن يعيد تركيبها، إنها موجودة داخل الجسد وداخل النفس. وها هو يغمض عينيه ويجدها. يغمض عينيه ويتابع الصراع. يغمض عينيه ويعمل. يعمل بصمت. يعمل في نومه، يرى القصيدة ويجمعها. تأتيه الكلمات طوع يده وهو لا يفعل سوى أن يثبتها في أماكنها. إنه يراها، يحلم بها. فهو يعمل حتى في نومه، وحين يستيقظ سنرى القصيدة في عينيه، حين يصحو ويخرج من الغرفة سنرى القصيدة فيه. سيكون هو القصيدة”

أنسي الحاج الذي يعتبر أحد أعمدة قصيدة النثر والتحديث فى فضاءات اللغة الدلالية واللغوية بدءاً بديوانه الأول “لن” إلى “الرأس المقطوع” مرورًا بـ”ماضى الأيام الآتية”، و”ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة”، و”الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع”، و”الوليمة”

ويعتبر الحاج أحد رواد الصحافة الثقافية فى العالم العربي ساهم عام 1957 مع يوسف الخال وأدونيس فى تأسيس مجلة “شعر” وعام 1960 أصدر فى منشوراتها ديوانه الأول “لن”، وهو أول مجموعة قصائد نثر فى اللغة العربية، فضلاً عن تأسيس القسم الثقافى بجريدة النهار اللبنانية، ونصوصه التي تنشر تحت عنوان “خواتم” أنسي الحاج التي تنشر أسبوعياً في جريدة الأخبار.

الشاعر أنسي الحاج في غيبوبة

للتصحيح أو إبداء أي ملاحظات:desk@eremnews.com
تاريخ النشر2014-02-16 19:05:08 GMT
تاريخ التحديث2014-02-17 15:00:25 GMT