Journée de l’alphabet 10 mars 2017,يوم الابجديةفي بيت المحامي بيروت

Journée de l’alphabet – Maison de l’avocat Beyrouth

Pour garder la mémoire vivante autour d’une civilisation millénaire qui a donné l’alphabet au monde ” outil de liaison et de communication entre les peuples”

To keep the memory alive around a millennial civilization that gave the alphabet to the world “tool of liaison and communication between peoples”

أبجدية التواصل

 

http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/273351/

حمادة ممثلا عون في يوم الابجدية في بيت المحامي: للعودة الى أصول لبنان فنخرج بقانون انتخاب لا يستثني احدا

الجمعة 10 آذار 2017 –

وطنية – احتفلت نقابة المحامين في بيروت و”لجنة إحياء يوم الأبجدية”، ظهر اليوم في بيت المحامي، ب”يوم الأبجدية”، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير التربية والتعليم العالي مروان حماده.

حضر الإحتفال النائب هاني قبيسي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزير البيئة طارق الخطيب، عصام مالك ممثلا وزير الإقتصاد والتجارة رائد خوري، النائب نعمة الله أبي نصر، المحامي جوزف عيد ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، المحامي فادي مسلم ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، نقيب المحامين انطونيو الهاشم، جورج طرابلسي ممثلا نقيب الصحافة عوني الكعكي، جوزف كريدي ممثلا مدير مكتب اليونسكو الاقليمي في بيروت الدكتور حمد بن سيف الهمامي، النقباء السابقون للمحامين أعضاء مجلس النقابة الحاليون والسابقون، أعضاء لجنة صندوق التقاعد وممثلون عن الأجهزة الأمنية وحشد من المحامين.

ابو دية
بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني ثم نشيد المحامين وكلمة لمقدم الإحتفال المحامي وليد ابو ديه، اكد فيها انه “علينا ان نحتفي بالابجدية تكريما لتاريخ وشعب ووطن”، مشيرا الى ولادة هذا العيد منذ ست سنوات، “وكم نحن بأمس الحاجة الى أبجدية يحارب بها لبنان على طريقته سقوط حضارات بأدوات الاجرام والهدم“.

وتابع: “كثيرة هي الآمال التي نعقدها على المستقبل عندما تندفع جميع القوى في اتجاه واحد، دون ان تدع مجالا لتفرقة او خصومة، فلا نعود لنتقن سوى ابجدية ان كلنا للوطن لا على الوطن“.

نقيب المحامين
وبعد قصيدة للشاعر نزار فرنسيس عن الأبجدية، القى النقيب الهاشم كلمة قال فيها: “تدق أبوابنا في هذا الزمن إستحقاقات مهمة وكبيرة. فالواجب والمسؤولية التاريخية يدعوان إلى تغليب رابطة المواطنية على أي رابطة أخرى، هي وحدها كفيلة بإرساء قواعد هذا اللبنان الذي نصبو إليه جماعة ودولة، لبنان مطلق الحرف، مطلق الأبجدية،
جماعة موحدة ودولة عادلة كفيلتان بإرساء قواعد الإستقرار الذي يشكل ضمانة أكيدة لوحدتنا”، مؤكدا “ان أبسط الثورات هي ثورة الحرف. فهي موجهة إلى العالم بأسره لا إلى لبنان فحسب“.

وتابع: “في الكثير من لغات العالم أحرف نلفظها ولا صورة لها، وأحرف نكتبها ولا نلفظها، وأصوات يستعيرون لها حرفين كي يأتوا لها باللفظة“.

وقال: “قدموس تنبه لهذه الظاهرة، فأوجد 22 حرفا هي كل ما كانت تحتاجه اللغة الفينينقية. وفي كل قاموس، تحديد علمي للغة الميتة بأنها لغة لم تعد محكية.
وذات يوم قال مخايل نعيمة في مجلس خاص: “إننا ننتج أدبا في لغة ميتة، ولكن إذا قلنا هكذا أين نبيع كتبنا؟. علينا ألا نهتم لمصلحتنا الخاصة، بل لمصلحة العلم والحقيقة. ففي فرنسا مثلا لغات كثيرة محكية تتعايش مع اللغة الأم التي هي حية لأنها محكية. أما اللغة العربية، فيكتبها كل العرب ولا يتكلم بها أحد. فطه حسين، أحد عمالقة هذه اللغة، استعملها للكتابة فقط، وفي كلامه كان يتكلم المصرية المحكية. إن الإنسان لفي تطور دائم نحو الأفضل. لذا، ركز سعيد عقل على ثلاثة عناوين للحضارة منشأها لبنان: كتاب “العناصر” لأقليد إبن صور، بعلبك التي إعلولت على أرض لبنان، الأبجدية التي نشرها في العالم قدموس إبن صور. تلك العطاءات، أعطاها لبنان حين كان لبنان مجد فينيقيا، وهي لا يمكن ان تزول“.

واضاف: “اسمحوا لي بوقفة تأمل لهنيهات، إن تأسيس ثقافة جديدة ينادينا جميعا، ولأهل سلطة القلم، القلم الذي علم الله به الإنسان ما لم يعلم، أن يبادروا إلى إرساء صحوة. إلى إرساء أبجدية تنقلنا إلى حيث ننهض بلبنان لبلورة دوره الثقافي والريادي.
لقد صنع غيرنا الكثير ضد لبنان. فلنصنع الأكثر من أجل لبنان. فإذا كان أمننا في وحدتنا وفي عيشنا الواحد، فإن أماننا ينبت من حضورنا الفاعل على هذه الأرض“.

حمادة
والقى الوزير حمادة كلمة رئيس الجمهورية، فقال: “يوم عجز العالم عن التواصل خارج إطار الصور والرموز المحدودة، إبتكر المعلم قدموس حروفا تحمل سمات صوتية يمكن جمعها في كلمات، فنقشها على الصخر وانطلق بها أبناء الساحل الفنيقي إلى العالم في مراكبهم، ومارسوا تجارة المعرفة مقابل الحصول على أثمن البضائع والمنتجات“.

اضاف: “نعم، من هذا الساحل الضيق في جبيل وصور وبيريت وغيرها تحول الشعب المغامر في البحر إلى معلمين ينشرون أبجدية ولغة وأداة تواصل وكتابة، تطورت وأصبحت وثائق لعقود البيع والشراء والتأريخ وبناء الحضارة. واليوم تتعثر عندنا لغة الحوار والتواصل التي أتقنها اللبنانيون وعلموها للآخرين، مما يستدعي العودة إلى الأصول التي بني على أساسها لبنان الذي يحتضن الجميع ويتسع لتطلعاتهم، فنخرج إلى مواطنينا بقانون جديد للإنتخابات لا يستثني أي مكون لبناني ولا يظلم أي فئة سياسية أو روحية أو مناطقية. فالطريق إلى ذلك تتطلب منا التنازل ولو قليلا من أجل لبنان ومن أجل ترسيخ ديمقراطية كلفت الكثير من الشهداء والتضحيات“.

وتابع: “يوم الأبجدية محطة سنوية سعى الصديق الأستاذ نعمة الله ابي نصر إلى تكريسه بقانون، إذ لا يجوز أن يحتفل عدد من دول العالم بالأبجدية الفينيقية التي ولدت وانتشرت على أيدي أبناء الساحل الفينيقي فيما نحن عن هذا المجد التاريخي غافلون. حسبنا في ذلك أن نذكر أن أهم متاحف مرسيليا وهو مفخرة لكل محيطه المتوسطي يحتضن صالة مخصصة للأبجدية وللملحمة الثقافية والتجارية الفينيقية التي بلغت تلك الشواطئ“.

واردف: “حسبنا أيضا أن نذكر في هذا السياق أن دولة المكسيك ترفع تمثالا ضخما لقدموس المعلم في أهم ساحاتها الوطنية وتنظم إحتفالا سنويا يحضره رئيس الجمهورية شخصيا ويكون سفير لبنان ضيف الشرف حيث يلقي كلمة ويتلقى التهاني لأن لبنان وضع أبجدية غيرت مسار الحضارة في الكون. أقول ذلك لكي أذكر نضالات المعلمين والأساتذة الذين يعتصمون في الشوارع سعيا وراء سلسلة باتت لا تشبع جائعا ولا تقي من العوز“.

وقال: “وأنا أتوجه إلى المعلمين من هنا من بيت المحامين وحماة الحق لأقول لهم، بأني محامي المعلمين في المؤسسات الدستورية وإني حريص على حقوقهم ولو جاءت بأقل مما يستحقون نظرا للوضع العام للإقتصاد وانعدام النمو. ولكني أدعوهم أيضا إلى استمرار استخدام أبجدية الحوار والتواصل إلى جانب النضال المشروع، لكي نتوصل مع المخلصين إلى إحقاق الحق للجميع“.

واضاف: “نحن مدعوون إلى استنفار طاقاتنا من أجل التجدد التربوي والإقتصادي والسياسي والوطني العام، فلا ننام على أمجادنا ونتوقف عن التقدم، فيما يخطو العالم خطوات سريعة في موضوع الإستخدام الرقمي لمختلف مجالات الحياة، لنتغلب على التراجع الذي أصاب مرتبتنا الإقليمية والدولية“.

واعلن اننا “في وزارة التربية والتعليم العالي منكبون على توفير عناصر وموارد تجديد مناهجنا التربوية، على الرغم من الضغط الهائل الذي يتسبب به ملف تعليم النازحين، وإننا نتواصل مع المجتمع الدولي والجهات المانحة لكي نتمكن كمجتمع متضرر من تمويل ورشة تجديد مناهجنا والمضي قدما نحو العصر التفاعلي الرقمي، وتأمين أفراد الهيئة التعليمية من بين أفضل الموارد البشرية“.

وقال: “إنني أقدر عاليا الجهود المبذولة من جانب نقابة المحامين والأستاذ أبي نصر ووزارة الثقافة ومكتب الأونيسكو الإقليمي برئاسة الدكتور الهمامي ورؤساء بلديات جبيل وصور، من أجل المشاركة في هذه المناسبة الثقافية والتربوية والتاريخية التي تدعونا إلى الإعتزاز بمنجزات من سبقونا، وأدعو إلى الحفاظ على دورنا الحضاري ولغتنا العربية الأم، وإلى تكريس انفتاحنا على ثقافات العالم ولغاته وحضاراته خصوصا في مواجهة أفكار الظلام والإنغلاق وأنظمة القمع وإقتلاع الناس من مواطنهم، كما نشر ثقافة الإرهاب وتفجير معالم الحضارة وكنوز الآثار التاريخية“.

وختم: “الزملاء الكرام، النقيب العزيز، الإخوة والأخات، كل يوم لنا هو يوم للأبجدية والتضامن والمحبة من أجل لبنان“.

وزير الثقافة
وتحدث وزير الثقافة ، معتبرا “ان عيد الابجدية، عيد يتميز عن بقية الأعياد، فهو لا ينتمي إلى طائفة أو إلى مذهب، بل يتميز أيضا عن الأعياد الوطنية، لأنه عيد للاعتزاز بعنصر من تراثنا تعدى المكان الذي ولد فيه الى كل مكان في العالم. انها الأبجدية التي أحدثت نقلة نوعية، من خلال التحرر من التقاليد والموروثات من ظلال المسمارية، فالحرف الأبجدي كان قبل الطائفة وقبل المذهب، بل وقبل نشوء الأوطان وتسييجها بالسياسة“.

وقال: “إن بيروت التي نعرفها وكما هي اليوم، هكذا كانت أوغاريت الكنعانية في أواسط الألف الثاني قبل الميلاد، منارة على الشاطىء الشرقي للبحر المتوسط، سلع تجارية ولغات وكتابات، والأمن والأمان والحرية تظلل جميع الناس“.

واكد ان “عيد الأبجدية يجمع كل اللبنانيين، ويدعوهم إلى التلاقي عند تراث مشترك، لكنه لا يدعوهم ولا ندعوهم نحن إلى التوقف عنده واستذكاره فقط، بل ندعوهم إلى توظيفه واستثماره في الحاضر والمستقبل. نعم، فالحرف الذي كان مدار الكلمة والنص، والحرف الذي هاجر من بلادنا إلى العالم ليكون أساس الكتابة والتوثيق لمنجزات الإنسان وحضارته، هذا الحرف هذه الأبجدية هي إبداع كبير، ابداع خصه الله بنا، بأرضنا، كي ننطلق منه إلى العلم، إلى المعرفة، إلى تحقيق إنجازات تليق به، هذه هي الدعوة إلى عيد الأبجدية، إلى عيد يدفعنا إلى المزيد من النهضة المعرفية، فنرتقي سلالم العلم في كلاختصاصاته، ونلغي الأمية الحرفية والتكنولوجية والثقافية عند كل لبناني، لنستعيد صفة: بلد الإشعاع، بلد المعرفة، بلد الأبجدية“.

واكد “ان مؤسساتنا التربوية كلها، والثقافية كلها، وكل المسؤولين الذي يرعون المعرفة، مدعوون إلى التخطيط لغد يليق بهذا اللبناني الذي يعتز بتراثه، فتخطط له مستقبلا زاهرا، هنا في وطنه، تيسر له العلم الحديث، والوسائل المتقدمة، ليستقر فيه، ويعمل فيه، ويبدع، فينجح هو وينجح الوطن كله معه. وليست صدفة أن نشير في هذه المناسبة الكبرى، إلى أننا ونحن نحتفل بها نؤكد بذلك على همنا باستعادة الثقة بالإنسان، بالشاب اللبناني الواعد، وبالوطن. وهو شعار أرجو أن يتبناه الجميع، ويعملوا بوحيه من أجل حاضر ومستقبل أفضل“.

وختم: “وفقنا الله وإياكم في متابعة هذه المسيرة الوطنية، وألف تحية لكل عامل على حفظ تراثنا الثقافي، وتوظيفه في خطط مستقبلية، ولتكون إنجازاتنا حافزا لنا جميعا،
كي نجعل وطننا وشعبه في أعياد مستمرة، إن شاء الله“.

وفي ختام كلمته، أعلن وزير الثقافة انه اصدر قرارا يسمح فيه لطلاب المدارس والجامعات بزيارة الاماكن الاثرية مجانا ودون اي بدل، وهذا بشكل دائم“.

ابي نصر
اما النائب أبي نصر، فقال: “في حمى أهل القانون نحتفل بيوم الأبجدية، وما القانون سوى أبجدية الحق. عيد الأبحدية اليوم دخل روزنامة الأعياد الوطنية عندنا لكن من دون عطلة أو تعطيل“.

اضاف: “صحيح أن العيد الذي أقره مجلس النواب اللبناني مستمد من مفخرة التاريخ الفينيقي، بابتكار اللغة، لكن الصحيح أيضا، هو أن يوم الأبجدية هو يوم لكل البشرية، فأجدادنا ابتكروا أحرف اللغة ونظموها من أجل التواصل والتخاطب، لا التقوقع، من أجل التفاهم لا الصدام، فكانوا رواد فكر وتجارة ورسل حضارة لا تزال تأثيراتها فاعلة في حاضر البشرية جمعاء“.

واشار الى “ان عيد الأبجدية له مدلولاته الخاصة، فهو يسمو فوق الانقسامات، ويجمع أبناء الوطن حول قواسم تاريخية مشتركة لتعزز التلاحم، وترسخ الانتماء الوطني، حيث بدون إنتماء وولاء لا قيام للدولة اللبنانية ولا إستمرارية للوطن“.

وقال: “كما تحتفل الأمم المتحدة في 21 شباط من كل عام باليوم العالمي للغة الأم، نحتفل نحن في 11 آذار من كل سنة بعيد الأبجدية، ليس للتباهي على سائر الأمم، بل لنتذكر ونذكر الآخرين بأن هذه الأرض حضنت التنوع الثقافي الذي تعاقب عليها، وطورت أدوات التعبير اللغوي، منذ مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، فأدى ذلك إلى ولادة الأبجدية الفينيقية في مدينة جبيل، وهي أشهر أساليب الكتابة على الإطلاق، لأنها تقوم على تفكيك نبرات الصوت إلى أبسط مركباتها، وتمثيل هذه المركبات برموز سميت حروف الهجاء. فكانت هي المنطلق للحضارة الإنسانية. إنها أعظم منحة أنعمت بها الحضارة الكنعانية الفينيقية اللبنانية على البشرية جمعاء، وهي الأهم في مجموعة التقديمات اللبنانية للإنسانية جمعاء“.

واكد “ان هذا اليوم هو مناسبة لإظهار عطاءات لبنان الحضارية، المبنية على التواصل والتفاعل بين الشعوب في وجه أولئك الذين يروجون لصراع الحضارات، وللحروب بين المجتمعات. هذا اليوم هو مناسبة للإضاءة أمام الرأي العام المحلي والعالمي، على دور لبنان “كبلد رسالةوكأرض للتلاقي والحوار، فيزداد المقيم في وطنه فخرا، والمنتشر في اغترابه اعتزازا“.

وقال: “يعلمنا تاريخ هذه الأرض، أن الحوار هو أساس الحضارة، وأن لا حل لمشاكل المجتمعات والبلدان إلا بالحوار، فالعنف الذي ينهي صراعا يؤسس في الوقت نفسه لصراع جديد. من هذا المنطلق نعول على فخامتكم لرعاية حوار سياسي ينتج لغة انتخابية جديدة، من خلال قانون جديد يؤمن العدالة وصحة التمثيل. نعول على فخامتكم لرعاية حوار اقتصادي اجتماعي بلغة جديدة، بعيدا عن مصطلحات العنف والإستغلال، وعن مفردات الصراع الإجتماعي. نريدكم أن تضعوا بالحوار أسس الدولة العصرية التي تستمد روحها من أبجدية القوانين المدنية ومفاهيم العدالة والمساواة والتنمية، وأنتم كنتم أول من نادى بالعدالة والتغيير والإصلاح. حاجتنا كبيرة لنظام التعليم النوعي، بعدما تفشت كالفطريات جامعات ومدارس لا تستحق اسمها“.

اضاف: “حبذا يا فخامة الرئيس، لو يرفع لبنان في عهدكم راية الدفاع عن اللغات المشرقية المعرضة للزوال. فاللغات هي الأدوات الأقوى لحفظ التراث المادي والمعنوي للأمم، وليس من قبيل الصدف أن تحتفل الأمم المتحدة كل سنة باليوم العالمي للغات الأم. ولأن العقل ثروتنا الأولى، نناشدكم في عيد الأبجدية أن تطلقوا ثورة التصحيح النوعي للمناهج التعليمية بما يعيد لبنان منارة تعليمية في هذا الشرق.
بعد صدور تعاميم وزارة التربية والتعليم العالي مشكورة، كم هو جميل في يوم الأبجدية أن يجتمع طلاب لبنان في مدارسهم ومعاهدهم المنتشرة في كل المناطق، ليستمعوا إلى المعنى الحضاري لدور لبنان في اكتشاف الحرف أساس الكلمة“.

وختم: “مطلب تخصيص يوم للأبجدية في لبنان، لم يكن من باب الحنين إلى الماضي، ولا هو للمكابرة على بقية الأمم. إنه بكل بساطة دعوة للتأمل في تاريخنا، وعطاءات أسلافنا، وفرصة للتفكير بواقعنا، وتطوير إمكاناتنا، ليبقى وطننا لبنان منارة في هذا الشرق تنشر العلم، وتبشر بالسلام، وتنشد الأمان“.

كلمة الهمامي
والقى كريدي كلمة مدير مكتب اليونسكو الإقليمي- بيروت، قال فيها: “يشرفني ان نجتمع اليوم لنحتفل بيوم الأبجدية، هذا الإبتكار المميز الذي أشعل نور المعرفة والذي انطلق من هنا، من شواطئ فينيقيا منذ آلاف السنين. وبالمناسبة أنقل الى حضراتكم تحيات مدير مكتب اليونسكو الإقليمي، الدكتور حمد بن سيف الهمامي، وتمنياته بالنجاح الدائم لهذه الإحتفالية“.

اضاف: “مما لا شك فيه ان الأبجدية الفينيقية هي من أهم الابتكارات التي وضعت تقنية للتواصل في التاريخ. إنها أم الحروف، تلك الاشكال التي أسند الى كل شكل مميز منها، مخارج صوتية محددة، يجمعها العقل البشري ويحللها، لتصبح اللغة المحكية، لغة مكتوبة. تقنية شاع إستعمالها لدى الشعوب القديمة بحيث انها قد تعددت واختلفت وتم تناقلها من شعب الى آخر. وبقي الحرف الأداة الطيعة في الوجدان الانساني، عابرا التاريخ والقارات رسولا للتنوع المنتج الفعال. فلولا الحرف، كيف كان لنا ان نعبر عن مكنوناتنا وان نرسم تفاصيل كياننا؟“.

واكد ان “بالحرف ننظم أفكارنا وهوياتنا تنظيما هيكليا. ولا يتسنى إجراء حوار حقيقي ولا إقامة تعاون دولي فعال، دون إستعمال الاحرف والكلمات واللغات المختلفة في بناء هذا الحوار على اسس إحترام التنوع، الذي يتيح الانفتاح على الفهم الحقيقي لكل ثقافة. ولولا الحرف كيف كان لنا الانتفاع من تنوع اللغات الذي يوقظ الفضول ويساعد على التفاهم بين الشعوب؟ هذا التنوع الذي لطالما مثل فرصة لتعبئة الجهود من أجل تحقيق السلام والتنمية، ونقل المعرفة من جيل الى جيل، الامر الذي تضعه الامم المتحدة في صدارة أهداف برنامجها للتنمية المستدامة، ولا سيما الهدف الرابع (SDG 4)، الذي ينص على ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع“.

وقال: “نحن بني البشر، كائنات تمتاز باستخدام اللغة. من هنا يأخذ الحرف المركز الاساس لترجمة هذه اللغة الى كلمات تخلد الإبداع وتقوي التواصل. فالثقافات والأفكار والمشاعر وحتى التطلعات الى عالم أفضل، تتجلى لنا أولا ودائما بكلمات معينة تنطق بالاحرف الاولى وبلغة محددة، لتحمل قيما ورؤى للعالم تثري البشرية.
وفي وقت يشهد فيه عالمنا الحاضر تحولات اجتماعية كبيرة، تعد كل لغة موردا حيويا يقدم مدخلا فريدا لفهم العالم والتعبير عنه، كما تمثل عاملا أساسيا في تمكين الناس من العيش معا على نحو أفضل وفي تعزيز التضامن“.

واشار الى “ان التعدد اللغوي يوفر فرصا هائلة للحوار الذي لا بد منه لتحقيق التفاهم والتعاون، ولا سيما انه يقع في صميم مهمة اليونسكو المتمثلة في صون التنوع اللغوي والثقافي الكبير للبشرية وتعزيزه بوصفه مصدرا للقوة والحوار والتفاهم، موضحا “ان منظمة اليونسكو تضطلع في هذا الصدد بنشاط حثيث ومتعدد لوضع الإتفاقيات الدولية التي تعنى بالتنوع، مثل اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لعام 2003، واتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي لعام 2005″.

وقال: “وبالمناسبة نود ان ننتهز هذا المنبر، من بيت المحامي، لكي ندعو الجمهورية اللبنانية الى التوقيع على اتفاقية “حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي” لعام 2005 ولا سيما ان لبنان هو منبر للتنوع الحضاري والتعدد الثقافي. كما تولت اليونسكو أيضا تعزيز تنوع اللغات عندما عينت وكالة رائدة من بين منظمات الأمم المتحدة لتنسيق فعاليات السنة الدولية للغات في عام 2008. وما زلنا نرتكز على الأهداف عينها عند الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم في 21 شباط/فبراير من كل عام“.

واكد “ان اللغة العربية تحتل مكانة خاصة في اليونسكو، فهي تمثل إحدى لغات العمل الرسمية فيها. هذا إضافة الى انه في 18 كانون الأول/ديسمبر 2012، أقامت المنظمة الاحتفال الأول باليوم العالمي للغة العربية بموجب قرار صدر عن المؤتمر العام”. وقال: “اما في هذه المناسبة، فنود التذكير بشكل خاص ان الابجدية الفينيقية، قد دونتها اليونسكو عام 2005، في “سجل ذاكرة العالمكأثر إنساني غير مسبوق يشكل احدى أسس الحضارة كما نعرفها اليوم وتخليدا للاهمية الإستثناية لهذا الإبتكار“.

وختم شاكرا رئيس الجمهورية على رعايته لهذه الإحتفالية، ونقابة المحامين في بيروت على الإستضافة الكريمة، وحيا لجنة إحياء يوم الابجدية على “جهودها المبذولة ليبقى معنى الحرف خالدا في ذاكرة الاجيال“.

دبوق
وكانت كلمة لرئيس بلدية صور حسن دبوق، مما جاء فيها: “نعود الى الابجدية والحرف والى المعلمين والرسل، نعود الى لبنان وجبيل وصور وشقيقاتهم والى امجاد نتمنى ان تعود وان تكون لارث الاجداد حافظين ومجددين لنورث ابناءنا واحفادنا بعضا مما ورثناه، وهذا اقل واجب لنورثهم ابجدية الحياة بعزة وكرامة“.