المجلس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم: ندعم انتفاضة بكركي المؤتمنة على مئويّةِ لبنان

p

المجلس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم:

ندعم انتفاضة بكركي المؤتمنة على مئويّةِ لبنان

عُقِدَ المجلس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عبر وسيلة التواصل الاجتماعي Zoom على مدى ثلاثة أيام في ٩، ١٠، و١١ من تموز الجاري بعد تعثر انعقاده في جمهورية الدومينيكان بسبب جائحة كورونا.

ترأس المجلس الرئيس العالمي ستيف ستانتن، وأدار نقاشاته طبقاً لجدول الأعمال المُكثف الأمين العام العالمي روجيه هاني ومساعده فادي فرحات. شارك في المجلس الرؤساء العالميون السابقون بشارة بشارة رئيس مجلس الأمناء، أنيس كارابيت، ميشال الدويهي، أليخوندرو خوري والياس كسّاب، بالإضافة إلى نواب الرئيس العالمي خوان صليبا، جو عريضة، جورج أبي رعد، مراد كاريو، وحمل الأمين العام اعتذار وتحيات نائب الرئيس نجيب خوري، كذلك رؤساء القارات والمجالس الوطنية والولايات، ورئيس مجلس الشبيبة سرجيو فغالي، ورؤساء المكاتب واللجان العالمية، وحشد من مسؤولي الجامعة السابقين والحاليين في العالم من كل القارات.

قدّمَ الرئيس العالمي تقريره حول المراحل التي تمت منذ مؤتمر بوغوتا، وأسهمت بتسجيل الجامعة كمؤسسة عابرة للقارات تملك إسمها وكل ما يعود لها من ملكية قانونية وفكرية، مكتبها نيويورك ومسجلة في الأمم المتحدة. وقد شكر السادة فارس وهبه، أنيس كارابيت، فرانسوا أبو نعمان، وفادي فرحات على المساعدة التي قدموها مع القانونيين والدولة في أمريكا لإتمام هذا العمل، كذلك شكر داڤيد أبي شاكر والجامعة في بوسطن على حفاظها على بعض ممتلكات الجامعة الفكرية وتسجيلها باسم المؤسسة العالمية. وفي تقريره أيضاً توقف الرئيس العالمي عند المعاناة التي يعانيها الشعب اللبناني من جراء الأزمة المالية والاقتصادية المُستفحلة، والمواقف الإجراءات التي اتخذتها الجامعة على هذا الصعيد..

بعدها تلا الأمين هاني تقريره الإداري وشكر فيه إدارة الرئيس العالمي السابق الياس كسّاب على ما قامت به حتى مؤتمر بوغوتا، وعلى كل ما فعلته للوصول إلى وضع هذا القانون الجديد، وعلى كل ما قام به الأمين العام السابق وسام قزي.

بعد ذلك قدم رئيس مجلس الشبيبة تقريره حول نشاطات الشبيبة منذ الـ Lebolution وزيارة الشبيبة للبنان، كذلك استمع المؤتمرون لتقرير فارس وهبة حول الحملة الإنسانية التي تقوم بها الجامعة بالتعاون مع الـ Rotary Clubs في لبنان والعالم والتي أدت إلى مساعدة الـ Food Bank في لبنان على تأمين ما يزيد على أربعمائة ألف وجبة غذائية. كما قدم رئيس مكتب الـ NGO إيلي جدعون نشاطات الجامعة في الأمم المتحدة، خاصّةً زيارة الرئيس العالمي لنيويورك وتقديمه تقريره حول مكافحة الفساد، والمشاريع المنوي اتخاذها لمساعدة لبنان واللبنانيين. كذلك قدم الدكتور نبيه الشرتوني، رئيس لجنة الثقافة ورئيس المجلس الوطني في المكسيك تقريره حول النشاطات الفكرية والثقافية التي تمت والتي تُحضّر، وأعلن نجاح البرانامج الذي أطلقته الجامعة منذ أيام لتعليم المتحدرين اللغة اللبنانية حيث انضمّ إليه حتى الآن ١٦٠ شابة وشاب من مختلف البلدان في خلال أيام معدودة، وشرح برنامج الاحتفالات بالذكرى المئويّة للبنان الكبير. كما قدم الدكتور كلوفيس كرم رئيس لجنة التراث مشاريع اللجنة ونشاطاتها وتعاونها مع الجامعات والطلاب في العالم.

كما قدّم رئيس مكتب العلوم والتكنولوجيا باسم مدور أهداف ومشاريع هذا المكتب العالمي، ومنها إعطاء منح تربوية للطلاب المتفوقين، وقدم كلٌ من زاهر عقل وماري ضو ڤيديو عن طريقة تقديم الطلبات وشارك فيه أحد الطلاب ممن فازوا بهذه المنحة.

ثم استمع المؤتمرون لتقرير رئيسة قارة أمريكا اللاتينية سميرة حلو، ورئيس قارة أمريكا الشمالية خليل خوري، ورئيس قارة أوروبا سعيد يزبك بالإضافة عن تقرير خاص لفرنسا من رئيسة المجلس الوطني الفرنسي كارول قُصيري، وتقرير المجلس القاري الأسترالي تلاه أمين عام أستراليا أنطوان كرم. كما كانت هناك مداخلات عديدة من المشاركين. ساهم بالترجمة إلى لغات الجامعة الرسمية الخمس سرجيو فغالي وألفرد مالك وأشرف على البث التقني خوسيه فرنانديز.

بعدها عكف المجتمعون على مناقشة الأمور الإدارية والتنظيمية والاقتراحات المقدمة من مسؤولين وأفراد واتخذوا بشأنها التوصيات الداخلية المناسبة.

وفي مبادرة لجمع اللبنانيين إغترابيّاً من كل الطوائف والمذاهب، وبعد التجربة التي أقامتها الجامعة في فرنسا، قرر المجتمعون جعل عيد البشارة عيداً إغترابيّاً موحّداً في ٢٥ آذار من كل سنة في شهر الاحتفالات بعيد المغترب.

أما الوضع المُتردي في لبنان فلقد أخذ حيّزاً كبيراً من النقاش، فلقد سيطرت على المجتمعين الأجواء الداكنة المشحونة التي تأتي من الوطن، في ظلِّ حالة الفوضى وانعدام الوزن السياسية، والقُصور الرسمي في معالجة الأزمة الحاصلة، ولقد أقر حولها المجتمعون التوصيات الوطنيّة التالية:

١)- إنَّ الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وانطلاقاً من تاريخها كممثلٍ للاغتراب، وكونها خطَّ دفاعٍ إغترابيٍّ عن لبنان في المحافل الدولية، ومعنيّةً بمصالح المغتربين والمقيمين، تعلن أنها ترقب بقلق حالة الانهيار المالي والاقتصادي التام في الوطن الأم نتيجة الفساد والسرقات للمال العام والخاص، مما أدى إلى تفشي البطالة وانهيار الطبقة الوسطى وانعدام الإمكانيات لدى الطبقة الفقيرة، وهي إذ تؤكد التزامها بمطالب ثورة ١٧ تشرين، تعتبر أنّ محاكمة الفاسدين، مهما علا شأنهم، يجب أن تتم محليّاً ودوليّاً لاستعادة الأموال المنهوبة، خاصّةً من المجموعة المافوويّة المتحكمة بمفاصل الدولة، والتي تبدو مستعدة لإحراق ما تبقّى من الدولة على أن ينفضح أمرها.

٢)- على الصعيد الإنساني، إنّ الجامعة سوف تستمر بعملها لدعم المؤسسات اللبنانية العاملة على دعم العائلات المحتاجة، وهي إذ ساهمت في تأمين آلاف الوجبات الغذائية تستمر في تعاونها مع الروتاري في لبنان والعالم ومع الـ food bank في لبنان، كذلك حملة أمريكا الشمالية لدعم الصليب الأحمر اللبناني، وهي تدعو أعضاء الجامعة والجاليات اللبنانية إلى الاتصال بمكاتبها في العالم وبالأمانة العامة العالمية لتوجيههم حول طريقة جمع التبرعات والهبات.

٣)- إنَّ ودائعَ المغتربين واستثماراتهم مُقدَّسة، وإنَّ المسَّ بها، بالإضافة إلى اعتبارنا ذلك سرقة موصوفة مارسها ويمارسها أركان السلطة المتعاقبة حتى اليوم، سوف يلزمنا باتخاذ التدابير القانونية والاغترابية الشعبية بحق كل من تسول نفسه سرقة حقوق المغتربين، ولا يسعنا إلا التذكير بأنّ المغتربين، وهم عماد الاستثمار في لبنان، إن فقدوا الثقة، فلا شيء يعيد الرخاء والبحبوحة، لا ديون “سادر”، ولا ديون صندوق النقد الدولي.

٤)- إنّ الجامعة هالها ما يحصل لمدارس وجامعات ومستشفيات لبنان، فكأنّ المؤامرة عليه، بعد أن قُضيَ على السياحة والقطاع المصرفي، عِمادي الاقتصاد، ها إنها تطال وجه لبنان الحضاري والثقافي، فلبنان، مدرسة الشرق وجامعته ومستشفاه، يُرادُ له أن يختفي ليلبسَ وجهاً مُتخلفاً ليس من وجوهه المُشرقة، بل من وجوه من يريدون إلحاقه بمنهجٍ حياتيٍّ وفكريٍّ مُتزمت لم يشهدهُ لبنان أبداً عبر العصور. إنّ الجامعة، إذ تُحيّي فرنسا على التفاتتها لإنقاذ القطاع التربوي، تدعو المخلصين إلى التعاون في سبيل استعادة لبنان لدوره الصحي والتربوي، الذي لن نسمح لقوى الظلام أن تنال منه.

٥)- إنَّ الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم إذ تدعم مواقف صاحب الغبطة البطريرك الراعي بدعوة فخامة رئيس الجمهورية لرفع الحصار عن الشرعية اللبنانية، وبدعوته لحياد لبنان، وطلبه من الأمم المتحدة تطبيق القرارات الدولية المتعلقة ببسط سيادة الدولة على كل لبنان، تعتبر أنَّ انتفاضة بكركي، المؤتمنة على لبنان في مئويته، هي تعبيرٌ واضحٌ وصريحٌ عن سبب الانهيار الحقيقي في لبنان، ولطالما قلنا في بياناتنا السابقة إنّ الإصلاح لن يتم إلا برفع اليد الإقليمية عن لبنان، هذه اليد التي تستغل لبنان واللبنانيين، والتي شرّعت أبواب المعابر، الشرعية وغير الشرعيّة، على تهريب لقمة عيش اللبنانيين وأموال الدولة من جهة، وحمت الفساد والفاسدين في ظل سلطة سياسية يستفيد الفاسدون فيها من هذا الواقع نفوذاً ومناصب وسرقات. آن أوان تحرير لبنان وعودة كل أبنائه إليه، وعودته إلى حضن أصدقائه عربيّاً ودوليّاً.

٦)- سوف تستمر الجامعة في معركتها ضد الفساد وضد وضع اليد على لبنان، إن في أروقة الأمم المتحدة، أو داخل الدول صاحبة القرار، وسوف تستمر بالتنسيق مع الفعاليات والمؤسسات اللبنانية العاملة في الخارج، خاصّةً مع اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة لدعم لبنان واقتصاده وحريته وسيادته.

٧)- حذارِ من المارد الاغترابي إذا ما انتفض!