Don't Miss

بيان الرئيس العالمي للجامعة ستيفن ستانتن حول التطورات اللبنانية الأخيرة

إنَّ الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وهي تراقبُ تطورات الأوضاع في لبنان، هالها أن يهبط مستوى التعاطي السياسي في لبنان من قبل المنظومة الحاكمة إلى أسفل الدركات، وقد هالها أن ترى الرئيس المُكلّف مصطفى أديب يعتذر عن تأليف الحكومة، والرئيس ماكرون يوبّخ الطبقة السياسية بأحقر النعوت وعلى رأسها الخيانة، خيانة تعهداتهم، وخيانة شعبهم.

فلا إنفجار ٤ آب شبه النووي، والذي دمّرَ بيروت، هزَّ ضمائرَهم، ولا سرقة أموال المغتربين والمقيمين أشبعتهم، ولا انكشاف فسادهم أصابهم ببعض حياء، بل على العكس، زاد من شبقهم للسلطة. هم المتناحرون والمتواطئون في آن على الوطن والمواطن، هم عملاء الديكتاتوريين في الشرق، يحنون الرؤوس لهم، ويقدمون الطاعة على أقدامهم، ويستقوون بالغريب على أبناء الوطن، هم منظومةٌ ميكياڤيليةٌ، كلما استفاضت شرحاً ازدادت كذباً ورياءً.

لقد خجلنا، كمغتربين، أن نسمع قيادات العالم تكيل لهم الهجاء، وتهددهم بالعقوبات، وهم يصيحون متباهين كالديوك، كلٌّ على مزبلته. خجلنا، لأننا نضُنُّ بكرامة لبنان، وبتاريخ شعبه المثقّف الذي لا يستحق هذا العذاب من هذه الحثالة.

إنّ الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وهي خط الدفاع العالمي عن لبنان، وضمير الذاكرة التاريخية للمنتشرين، سوف تستمر، إنْ في الأمم المتحدة، أو في دول الإقامة، في تأليب دول العالم على هذه المنظومة الفاسدة التي دمّرت الحجر والبشر، ودفعت باللبنانيين إلى ما تحت تحت خط الفقر.

وفي هذا الإطار، وانطلاقاً من دعمنا لثورة ١٧ تشرين، نؤكد على ما يلي:

١)- نحن، إذ نحيي القوى الأمنية اللبنانية جمعاء في تصديها للإرهاب، وننحني أمام شهداء المؤسسة العسكرية، يساورنا الشك في توقيت هذه الأعمال الإرهابية، وندعو للتنبه، فإن كنا مع ضرب الإرهاب بيدٍ من حديد، فإن ذلك لا يعطي غطاءً لأحد في الاستمرار باستباحة سيادة البلاد، وتحت أية ذرائع، كما شاهدنا الانفجارات المشبوهة والتي بقيت مسارحها عصيّةً على الدولة وقضائها وقواها الأمنية، ونجدد دعوتنا لأن يكون السلاح بيد القوى الأمنية اللبنانية، وقرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية وحدها.

٢)- لا مناص من تطبيق المبادرة الفرنسية، والقائمة على الإتيان بحكومة اختصاصيين بعيدة عن الأحزاب، وذلك لإعادة فتح الأبواب الدولية والمالية التي أوصدتها السلطة في وجه لبنان، ونقول لأحزاب المجلس النيابي: إنّ الثقة بهكذا حكومة هي واجب، وأقل ما يطلب منكم، فدوركم أصبح، ورغماً عنكم، تنفيذ رغبات الشعب الذي سحب ثقته منكم، فلا لعبة برلمانية تعلو صرخات اللبنانيين بعد اليوم.

٣)- الدعوة بعد تشكيل الحكومة لانتخاباتٍ لبنانية مبكرة لإعادة تكوين كامل السلطة.

٤)- نكرر مطلبنا بتحقيق دولي في انفجار بيروت، لأن لا ثقة، وللأسف، بالقضاء المُسيّس، والذي في بعضه شريكٌ بالفساد.

٥)- نكرر دعمنا لدعوة بكركي، وكل من أيَّدها، إلى حياد لبنان، لأن هذا الحياد “الإيجابي” هو وحده أساس بناء لبنان في مئويته الثانية، ونكرر رفضنا بالمس بالدستور وميثاق العيش المشترك في ظل السلاح.

٦)- سوف نستمر في دعمنا الإنساني لأهلنا في لبنان، وبتعاوننا مع المنظمات غير الحكومية في لبنان والعالم من أجل ذلك.

٧)- أخيراً، فلتعلم منظومة الفساد، إننا لن نسكت على سرقتكم أموالنا وأموال المقيمين، ولن نستكين حتى استعادة أموال لبنان المنهوبة، لقد سرقتم جنى العمر، فسوف نقضّ مضاجعكم، وكما تتحاشون التواجد في الأماكن العامة في لبنان، نتحداكم أن تزوروا الاغتراب، فنحن لملقاكم لمنتظرون، بكل ما تستحقون لما اقترفت أياديكم من جرائم بحقّ اللبنانيين ولبنان.

الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم

ستيفن ستانتن