The WLCU Road Map as described by the World President Mr Elie Hakme to AnNahar – 05 July 2007

الاغتراب اللبناني يتطلّع إلى تثبيت دعائم الاستقلال وعودة بيروت “زهرة المدائن”

الرئيس الجديد للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم إيلي حاكمه:
للمتحدرين من أصل لبناني الحق في الجنسية وفي الاقتراع

كما في لبنان كذلك في بلدان الانتشار… القضايا والمواضيع المحلية هي محط الحديث والبحث الدائم عن خريطة طريق تنقذ الوطن المتخبط في ازماته. ورغم ضبابية المشهد اللبناني ودمويته، يبقى حلم الدولة الحرة، السيدة والمستقلة حاضرا، كما في وجدان اللبناني المقيم كذلك في الوجدان الاغترابي، الذي تداعى في الاسابيع الماضية الى تجديد قياداته وبرامجه عبر اللقاء العالمي الخامس عشر للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وفي اولوياته اعلاء شأن القضية اللبنانية على ما يؤكد الرئيس العالمي الجديد للجامعة ايلي حاكمه.

“لا تنازل عن مبدأ السيادة والاستقلال، وثوابت بكركي الوطنية هي “خريطة الطريق” للوصول الى بر الأمان” يبادر حاكمه، الذي تولى منصب رئاسة الجامعة منذ اسابيع اثناء انعقاد  اللقاء العالمي الخامس عشر للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في البرازيل. وكان اللقاء العالمي قد أتى في اطار الاجتماعات الدورية التي ينص عليها قانون الجامعة. لكنه اكتسب اهمية خاصة لاعتبارات عدة منها الحضور الاغترابي المميز لممثلين عن القارات الاغترابية كلها ولشخصيات من اصل لبناني لها دورها في حقول السياسة والصناعة والتجارة، مما اكسبه شرعية كبيرة، وكذلك لناحية التوقيت اذ ان المؤتمر انعقد في مرحلة حاسمة وحساسة من تاريخ لبنان، وهو يندرج في سياق اعادة الانطلاق بالجامعة على أسس تتلاءم وتطلعات المغتربين الى ازدهار بلدهم وتثبيت استقلاله الناجز. اضافة الى ما لقيه هذا المؤتمر من ترحيب رسمي لبناني وارتياح لمقرراته، ولا سيما لجهة توجهه الداعم لحرية لبنان واستقلاله ونهضة مؤسساته الدستورية. واعتبر حاكمه ان المؤتمر هذه السنة “استفاد من جو ديموقراطي تأمّنت عبره انتخابات سليمة أسهمت في توحيد الاغتراب”. لافتاً الى ان “الاغتراب مهتم كثيراً بالتطورات الحاصلة في لبنان، وستكون له مواقف قوية وحازمة منها، ونحن سنعمل بكل قوانا لتوفير الدعم المادي والمعنوي للدولة اللبنانية”. يضيف “نحن في الاغتراب نتابع التطورات اولا بأول، ونحن نخشى على الكيان اللبناني الذي نعتبره صيغة فريدة للعيش المشترك، وسنعمل كاغتراب بشكل فاعل للدفاع عن هذا الكيان”.


 بين لبنان المقيم والمغترب

بعد عامين تكمل الجامعة عامها الخمسين، اذ انها تأسست في المكسيك عام 1959. وكان الهدف منها انشاء مؤسسة غير حكومية للمغتربين تعمل على تأطير عمل الاغتراب (وهي مدعومة من الحكومة اللبنانية). وتتألف الجامعة من مجالس وفروع وجمعيات ونواد اغترابية. في كل قارة يتم انتخاب مجالس وطنية تمثل البلدان. وتنتخب المجالس الوطنية المجالس القارية. من ثم تنتخب الفروع الرئاسة العالمية للجامعة. واليوم تضم الجامعة 6 قارات اغترابية هي: اوروبا، اميركا الشمالية وكندا، اميركا اللاتينية، افريقيا، اوستراليا ونيوزيلندا والبرازيل التي اصبحت عام 1993 قارة انتخابية نظراً الى حجم تمثيلها الاغترابي. وفي كل عامين يعقد المجلس العالمي للجامعة اجتماعا يجدد فيه قياداته ويضع برنامج عمل.


والجامعة انشئت بهدف ربط الاواصر بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، ولا سيما ان لبنان عرف هجرة كبيرة لاسباب اقتصادية واجتماعية وديموغرافية. غير ان تعدد اسباب الهجرة ومراحلها لم يؤدِ الى قطع اواصر اللبنانيين بوطنهم الام. لا بل ظل لبنان يشكل حلم الجميع، حلم الوطن الذي لم يكتمل وحلم العودة اليه ولو لاستراحة في الصيف فيها الكثير من الحنين الى الاهل والعادات والتقاليد. ومع ان الهجرة افرغت لبنان من طاقات كان يحتاج اليها، لكنّ الانتشار أغنى الحضور اللبناني العالمي وجعل لكل بيت وعائلة لبنانية امتدادات تتجاوز حدود الوطن الى اصقاع الارض كلها. هكذا اهتمت الجامعة، عبر لجانها المختلفة، بالحفاظ على التراث واللغة والتقاليد اللبنانية بين المتحدرين من اصل لبناني، كما شكلت ايضاً ملتقى جامعا لكادرات اغترابية أخذت تعمل على ترسيخ حضور لبنان في الوجدان الاغترابي وفي المواقع الدولية.

الخط السيادي

مرّت الجامعة بمراحل اشتدت عليها الازمات، ولا سيما في حقبة التسعينات. ويأتي تجديد الجامعة اليوم من ضمن التزام الخط السيادي الذي يدفع اللبنانيون ثمنه غاليا من امنهم واقتصادهم وحياتهم اليومية. وهذا التوجه لدعم سيادة لبنان واستقلاله كان بدأ يبرز منذ محاولات قوى الامر الواقع السابقة، في عهد الوصاية السورية على لبنان، اسقاط المعطيات المحلية على الواقع الاغترابي واللعب على تناقضاته. هكذا انسحبت الآثار السلبية ومحاولة تعطيل المؤسسات والمسار الديموقراطي على الجامعة ايضا. الا ان محاولة تعطيل العمل الاغترابي وشلّه لم تؤت ثمارها، واستمر التحرك الاغترابي في السعي الى اعلاء صوت لبنان السيادي في كل مكان. اذ ان ميل اللبنانيين الدائم الى الحرية، دافعهم الاساسي الى الهجرة بحثا عن فسحات للابداع والانتاج، ظل يغذي تحركاتهم. وشكلت الاعوام الاخيرة فترة مهمة في تاريخ الاغتراب اللبناني، الذي تبنى استراتيجية ترتكز على استعمال وسائل قنوات الضغط والمناصرة، ما ساعد على استصدار قرارات دولية داعمة استقلال لبنان.

حاكمه: لدعم استقلال لبنان

برنامج اللقاء العالمي الـ 15 للمغتربين المنضوين تحت لواء الجامعة، حفل بالنقاشات حول أسس دعم لبنان الجديد وكيفية وضع أسس حديثة للتواصل واعتماد استراتيجيات جديدة لتأطير كفاءات اللبنانيين المنتشرين في انحاء العالم والاستفادة منها في دعم الاستقلال والنهوض الاقتصادي. حاكمه، الذي وقع عليه الخيار لرئاسة الجامعة في هذه الحقبة، هو رجل اعمال لبناني من بلدة القبيات، نجح في تأسيس وادارة مصانع وشركات ناجحة في البرازيل، وهو لم ينقطع يوما عن لبنان الذي احب وترعرع فيه الى ان غادره شابا  في مقتبل العمر في غمرة الحرب اللبنانية، بحثاً عن تحقيق الذات والاحلام. يقول حاكمه “نحن عندما هجرنا لبنان افراداً، لم يكن لنا رصيد غير عزمنا وعملنا الدؤوب. فكان لنا وطنان: وطن قديم على ارض لبنان ووطن جديد في الدنيا كلها. لذا لا يمكن لنا اليوم ان نتخلى عن حماية وطننا، ولا بد ان تكون هناك مؤسسة اغترابية تهب الى نجدة لبنان كلما هددته الاخطار، وهذه الجامعة التي نعمل اليوم من ضمنها نطمح الى ان تسهم في حماية لبنان في نهضته وازدهاره واستقلاله والحفاظ على تراثه الثقافي والتاريخي واللغوي اينما وجد لبناني في انحاء العالم كلها”.
ويشرح حاكمه ان سياسة الجامعة ستتمحور حول شقّين: الشق الاول هو الدفاع عن الوطن كله “ونحن سندعم القرارات كلها التي تصب في مصلحة استقلال لبنان،  ونسعى الى العمل الدائم لدى الدول حيث الاغتراب للدفاع عن القضية اللبنانية وعن نهائية الكيان اللبناني. ونحن نريد ان نساعد لبنان على المستويات كلها المادية والمعنوية والعمل على دعم اللبنانيين في المحافل الدولية”.


اما الشق الثاني فهو العمل على نشر التراث اللبناني، لناحية التاريخ والعادات واللغة،  والحفاظ عليه في قارات الانتشار، وتفعيل عمل الفروع الحالية وانشاء فروع جديدة  في العالم، تواكب التطور العالمي، لانجاح التواصل الدائم بين المغتربين والعمل على لمّ شملهم واتحادهم وتضامنهم في انحاء العالم كلها.

نموذج حضاري فريد

الحسّ بالانتماء الى وطن اسمه لبنان والاعتزاز به، شعور لا يفارق المغتربين الذين لا يزالون يعتبرونه الاجمل والاحلى والاقرب الى قلبهم. لكل منهم حكاية مع الهجرة والاغتراب، لكن لبنان يبقى الوطن، وتبقى المغتربات رحلة قسرية لهم وان دامت العمر كله.


في هذا الصدد يقول حاكمه “نحن نتطلع الى لبنان كأجمل بلد في العالم. نتطلع اليه نموذجاً حضارياً قائماً على المؤسسات واحترام القوانين ودولة قوية فاعلة وكذلك دولة حضارية مثل بقية البلدان الحضارية والديموقراطية التي تسعى الى الحفاظ على  حقوق الانسان. ومن الثوابت التي ندعو اليها نهائية الكيان اللبناني والعيش المشترك”.


وللاغتراب أيضاً موقف داعم لتنفيذ قرارات مجلس الامن كلها وللحكومة للحفاظ على سيادة لبنان وأمنه “ونحن ندعو مجلس النواب الى الانعقاد وتفعيل المؤسسات الدستورية وابعاد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية. كما نرحب بقرار انشاء المحكمة الدولية”.


وحضّ حاكمه الدولة الــلبنانية “على العمل الجاد لانهاء قضية المعتقلين في السجون السورية والاسرائيلية، والعمل الجاد على منع توطين الفلسطينيين في لــــــــبنان والدعوة الى اجراء الانتخابات في موعدها عملا بالدســتور، اضــــــافة الى دعـــــم الجـــــــيش اللبناني والقوى الامنية لفرض سلطة الدولة على الاراضي اللبنانية كلها وحصر السلاح في ايديها”.


اما الحق بالجنسية والمشاركة السياسية فهو من الحقوق المشروعة التي يتطلع اليها الاغتراب وتعبّر عنها مطالب رئاسة الجامعة الحالية، ويعتبر حاكمه ان من حق المتحدرين من أصل لبناني ان يحصلوا على الجنسية، ولا سيما منهم الذين هاجروا منذ اكثر من مئة عام حتى يستمر ارتباطهم بالارض “وثمة نماذج كثيرة في العالم حيث تعمد الدول الى تسهيل اكتساب الجنسية للمتحدرين منها، على سبيل المثال: الدولة الايطالية التي تكتفي سلطاتها بإجراءات بسيطة حتى تعيد للمتحدر جنسيته. اضافة الى اقرار حق اللبنانيين المغتربين في المشاركة السياسية عبر اعطائهم حق الاقتراع أسوة بالبلدان المتحضرة كلها”.


الى تطلعات المغتربين باكتساب ابسط حقوق المواطنية، فإنهم يتطلعون ايضا الى تمضية اجازاتهم في لبنان “فنحن يحزننا ان نرى الحياة في بيروت تخبو، ونطالب باخلاء ساحة وسط بيروت حتى يكون لنا حرية التنقل. نحن نريد لبيروت ان تعود زهرة المدائن، وقبلة القاصي والداني. كما نتطلع الى تمضية اجازة الصيف بين اهلنا واحبائنا في وطن معافى زاخر بالعافية والامن والاستقرار”.  يقول حاكمه اليوم تحديات كثيرة تواجه الوطن الصغير، حيث جزء من معيشة اهله يعتمد على اموال المغتربين الذين لا يفوتون فرصة لزيارته، غير ان الاوضاع الامنية بدلت الاحوال، ومشهد الترحيل عبر البحر في تموز الفائت لا يزال حاضرا في الاذهان. 


والخطوة الاولى التي أحب المجلس الجديد للجامعة ان يقوم بها بعد الانتخابات هو حث المغتربين على زيارة لبنان دائماً “فالزيارات الدورية هي التي تبقي هذه اللحمة مع الوطن. لذا ارسلت تعميماً على فروعنا تشدد وتحث اللبنانيين على زيارة وطنهم”، يختم حاكمه.

رلى مخايل