Conference "Linking between the Lebanese Diaspora and Lebanon" – Catholic Center for Information – 17 March 2010

عقدت اليوم ظهراً ندوة صحفية حول الجنسية اللبنانية في المركز الكاثوليكي للإعلام دعت إليها اللجنة ‏الأسقفية لوسائل الإعلام بعنوان: “الربط بين المنتشرين اللبنانيين ولبنان” (تسجيلهم في قيود ‏النفوس، منحهم الجنسية اللبنانية، مشاركتهم في الحقوق الوطنية).‏

شارك فيها: راعي الأبرشية المارونية في البرازيل سابقاً المطران يوسف محفوظ، الرئيس العالمي للجامعة ‏اللبنانية الثقافية في العالم الشيخ عيد الشدراوي، مديرة عام المؤسسة المارونية للإنتشار السيدة هيام ‏البستاني، رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بشارة الراعي، في حضور أمين سرّ اللجنة الأب ‏يوسف مونس، المسؤول عن فرع السمعي والبصري في المركز الأب سامي بو شلهوب، مدير عام إذاعة ‏صوت المحبة الأب فادي تابت، الدكتور أنيس مسلم، والسفير فؤاد عون، ومهتمين بالشأن الاغترابي وممثلين ‏لوسائل الإعلام.. قدّم وأدار الندوة المحامي وليد غياض‎.‎

بداية رحب المحامي وليد غياض بالمنتشرين والحضور وبمشاهدي الندوة من خلال برنامج “قضايا” الذي يبث ‏مباشرة عبر شاشتي “تيلي لوميار” و”نورسات”، مشيراً إلى “إن المسؤولية الأكبر في هذا السياق تقع ‏على المنتشرين من خلال مبادرتهم إلى تسجيل قيود أحوالهم الشخصية وولادات أبنائهم لدى البعثات ‏اللبنانية المختصة”. ‏

linking between the lebanese diaspora and lebanon

من ثم رحب المطران الراعي بالمنتدين والحضور وشرح موضوع الندوة قائلاً:‏
‏”إن الموضوع هو الربط بين اللبنانيين المنتشرين والوطن لبنان: تسجيلهم في قيود النفوس، منحهم ‏الجنسية اللبنانية، مشاركتهم في الحقوق الوطنية. نطرح هذا الموضوع اليوم لأهميته في عملية إنهاض ‏لبنان والدولة المدنية الديموقراطية كما جاء في “شرعة العمل السياسي في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية ‏لبنان، حيث نقرأ: ح- الإهتمام باللبنانيين المنتشرين، بحيث تعترف الدولة بحقوقهم الوطنية وبخاصة إعادة ‏الجنسية لمن تحق له وتستعين بقدراتهم وتوظفها، حتى لا يبقوا في غربة عن الوطن، بل يسهمون في ‏الحفاظ على هويته وحضوره في المنطقة والعالم، ويدعمون قضاياه المحقة، ويوظفون قدراتهم على إعادة ‏إعماره في مختلف الميادين، وتتعاون الدولة مع الكنيسة على تمتين الروابط معهم إنطلاقا من دعوة لبنان ‏التاريخية ورسالته”. (صفحة 34). نأمل أن تساهم هذه الندوة الصحافية بتنوير الرأي العام، وتشكل حافزا، ‏للسلطة السياسية للاهتمام بهذه المسألة اللبنانية الحيوية”. ‏

وقد طرح المطران محفوظ مقاربة للمسألة تحت عنوان: “اللبنانيون في دنيا الإنتشار”، وقال: “إن ‏الإنتشار اللبناني هو قضية وطنية وإنسانية بإمتياز، لأن المغتربين هم إخوة لنا في المواطنية وأبناؤنا، ‏فقضيتهم بالنسبة إلينا هي قضية مقدسة، لا يجوز إطلاقا المتاجرة بها”. ‏

ثم تحدث أولاً عن “إهمال الدولة المؤسف” وقال: “وصلت إلى البرازيل في أواخر عام 1991 كمطران ماروني ‏على أبرشية البرازيل المارونية، وبدأت حالاً، كما يملي علي الواجب والضمير، بحث أبناء الأبرشية بتسجيل ‏أولادهم، وكم كانت دهشتي كبيرة عندما كنت أسمع من الجميع: “لقد أرسلنا جميع الملفات ولم نحصل ‏على نتيجة”. عدت إلى لبنان في شهر حزيران 1992 وتوجهت مباشرة إلى وزارة الخارجية حيث اجتمعت مع ‏معالي الوزير يومها فارس بويز، وأطلعته على كل ما سمعته من المغتربين، وتمنيت عليه أن يأخذ القضية في ‏الإعتبار، فوعدني خيراً، عدت إلى لبنان في العام التالي، وأجتمعت مع معاليه الذي قال لي: “يا سيدنا، ‏طلبت من قائد الجيش العماد إميل لحود أن يرسل إلينا فرقة عسكرية للقيام بهذا الواجب، فأرسل فعلاً ستة ‏أنفار، ظلوا يعملون في مستودعات الوزارة بشكل يومي طوال أربعة أشهر حتى توصلوا إلى سحب جميع ‏الملفات والإهتمام بعملية توضيبها، ثم أرسلناها إلى دائرة النفوس”. (أصبح شغلك هونيك)”. ‏

أضاف: “آسف أن أقول أنه في مدة 15 سنة لم أتمكن من الدخول إلى دائرة النفوس، بالرغم من أن كثيرين ‏من المسؤولين الكبار في الدولة الذين طلبت منهم كانوا دوماً يعدوني خيراً: “خذها منا” ألخ…لكن لم يجرؤ ‏على القيام بهذه المهمة الوطنية إلا شخص واحد، أطلعته على القضية، بعد عودتي إلى لبنان عام ٢۰۰۷، ‏إستمع إلي، وعندما أصبح وزيرا للداخلية، دخل إلى دائرة النفوس بقوة وإخلاص، وهو المحامي اللامع ‏واللبناني الأصيل معالي الوزير زياد بارود، ووعدني يومها بأنه سيواصل العمل إلى آخر ملف من تلك الملفات، ‏بارك الله فيه وأكثر من أمثاله، نعم وحده الوزير بارود تجاوب معي وقام بالواجب”. ‏

وتابع: “هذا وقد قرأت مؤخراً، انني لا أزال أحمل هذه القضية، في جريدة النهار، الخميس 4 شباط، 2010، ‏صفحة 4، تحت عنوان: “الداخلية فرزت طلبات إختيار الجنسية الواردة إليها منذ 1968، ومجموعها يقارب ‏‏7000 ملف تتناول أكثر من 000،24 شخص، ونفذت الطلبات المستوفية وأحالتها تباعاً على وزارة الخارجية ‏والمغتربين لإبلاغ الجهات المعنية، وقد استكملت وزارة الداخلية والبلديات حتى الآن 241،4 معاملة من ‏المجموع، فيما تتابع المديرية العامة للأحوال الشخصية درس وإحالة المعاملات المتبقية، رغم النقص الحاد ‏في الموظفين الذي تعانيه تلك المديرية وغياب المكننة كليا منها”. ‏

وقال المطران محفوظ “أشكر معالي الوزير فارس بويز وفخامة الرئيس إميل لحود، وأشكر وأحيي الوزير الشاب ‏زياد بارود، الذين تجاوبوا وحدهم معي للقيام بهذا العمل الوطني، وكل من يدعي أنه ساهم في هذه ‏القضية، كلامه لا صحة له، مع إحترامنا للجميع”. ‏

أضاف: ” ثانياً في قضية تسجيل المغتربين، عملياً، أرى أن ما قام به حضرة الأب يعقوب نجم في المكسيك ‏الذي زار شخصياً كل مهاجر وسجله وعائلته، وحضرة الأب حنون أندراوس في الأرجنتين، الأب نجم في كل ‏أنحاء المكسيك والأب حنون في بعض المدن الأرجنتينية، هذا ما يلزم الإغتراب حتى يتم تسجيل المغتربين، ‏وكل ما هو إستمارات وغيرها، لا تعطي نتيجة، ولن تعطي نتيجة”. ‏

أما ثالثاً، في كيفية إشتراك المغتربين في الإنتخابات النيابية، فقال :”مع إحترامي العميق لمعالي الوزير فؤاد ‏بطرس، الذي هو أستاذنا الأكبر، ولجنته بشأن كيفية اشتراك المغتربين، ومع إحترامي إلى أصحاب السعادة ‏النواب الذين قرروا كيفية اشتراك المغتربين في عام 2013، أرى شخصياً بصفتي رجل قانون وراعي أبرشية ‏لسنوات عديدة في دنيا الانتشار، أن كل ذلك لن يجدي نفعاً”.‏
وتابع : “في البرازيل ما يسمى: “المجلس التقريري الكبير للرابطة الفرنسية في البرازيل” “‏Le Grand ‎Conseil‏ ‏Délibératif de l’Alliance Française au Brésil‏”. أعضاؤه جميعهم فرنسيون إلا شخص واحد ‏المطران يوسف محفوظ اللبناني. سألتهم يوماً كيف ينتخبون وهم في البرازيل؟ أجابوني: “إذا كان الأمر ‏يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية، بمعنى شخص واحد فقط، نتوجه إلى السفارة أو القنصلية (الفرنسية طبعاً) ‏وندلي بأصواتنا حيث نحن. ونتبع الطريقة نفسها إذا كان الموضوع يتعلق بالاستفتاء ‏Référendum‏ حول ‏تعديلات مقترحة بشأن الدستور أو بعض القوانين، من أجل القبول بها أو رفضها، أي نصوت بنعم أو بلا فقط”.‏
أما في شأن الانتخابات النيابية، فلا يمكن إرسال القوائم الانتخابية أي “لوائح الشطب” إلى خارج فرنسا، ‏لذلك ننتخب حيث نحن خارج فرنسا على الوجه التالي: “يتوجه كل فرد منا، خلال الشهر الذي يسبق الشهر ‏المحدد لعملية الإقتراع، إلى السفارة أو إلى القنصلية، ويوقع تفويضاً ‏Procuration‏إلى أحد الأقارب أو ‏الأصدقاء، أو إلى أي عنصر آخر ينتمي إلى حزب كل واحد منا، شرط أن يكون من الذين يحق لهم الإقتراع، ‏وفي الدائرة نفسها حيث أسماؤنا مسجلة في القوائم الانتخابية. وهكذا، بموجب هذا التفويض الذي وصل ‏إلى وزارة الخارجية ثم إلى وزارة الداخلية، يقترع عندئذ الشخص الذي فوضناه، عنه وعنا”. ‏
وأردف: “إنها عملية بسيطة وتؤدي الواجب، وقد سمعنا خلال “كلام الناس” في أستراليا مؤخراً، وقد طالب ‏الجميع أن يكون الإنتخاب للنواب في بلادهم وليس في لبنان. وهنا أتساءل: “إذا كانت وزارة الداخلية تتشكى ‏من النقص الحاد في الموظفين في لبنان الذي تعانيه وغياب المكننة كليا عنها”، كما رأينا في جريدة النهار، ‏أقول لا يمكن إطلاقاً إرسال صناديق ولجان حتى يتمكن المغتربون أن ينتخبوا حيث هم، لأنه لا يوجد في ‏السفارات والقنصليات أمكنة لذلك ولا موظفين، لذلك، أتمنى على المجلس النيابي الكريم، تعديل قانون ‏الانتخاب بالنسبة إلى المغتربين للعام 2013 بإتباع الطريقة الفرنسية الواضحة والمثلى والممكن تطبيقها ‏بسهولة، والتي تشكل أيضاً مورداً مالياً لا بأس به للدولة، وتنم عن موقف وطني سليم”. ‏

ثم كانت كلمة للشيخ عيد الشدراوي الذي شكر المركز الكاثوليكي لإتاحة الفرصة له للتعبير عن ‏مقاربته الشاملة لقضية المنتشرين تحت عنوان “الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وحقوق ‏المغتربين” فقال:‏

‏1- دور الجامعة
في البداية لا بدّ من التنويه بالدور الريادي للجامعة، كونها تمثل الاغتراب اللبناني المنتشر في كافة أقطار ‏العالم، وهي غنية عن التعريف، بشرعيتها المستمدة من المغتربين اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم ‏ومشاربهم، كما هي بعيدة كل البعد عن الفئوية الطائفية والسياسية لانها تاسّست مستقلة، محايدة همّها ‏الأوحد، مد الجسور بين الوطن والاغتراب اللبناني، لشدّ أواصر الصداقة، وروابط التواصل الدائمين.‏
إن هذا الدور المميّز، الذي ألقي على كاهل رئاسة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، ينحصر حتماً ‏بالتوفيق التام، بين جناحي لبنان: المقيم والمغترب، وتذليل الهواجس المشتركة بين الاغتراب اللبناني، بما ‏يمثل من طاقات إقتصادية ومعنوية في بلاد الإنتشار، وهو يذوب شوقاً وحنيناً إلى حضن الوطن الأم، حيث ‏جذور الآباء والأجداد من جهة، وبين الركود الإقتصادي الذي يتخبط به الوطن، جراء هجرة الأدمغة وطاقات ‏الشباب المنتجة، التي يصدرها لبنان باستمرار.‏
إن التحديات الإقتصادية المقبلة على لبنان والمنطقة، نتيجة التطورات الإقتصادية العالمية، بالإضافة إلى ‏عوامل أخرى أساسية تواكب نظام العولمة؛ هي بالطبع محط أنظار الإنتشار اللبناني أينما حلّ،  فهو يملك ‏طاقة هائلة: مادياً ومعنوياً وسياسياً، ومنهم من يتبوّأ اليوم، أعلى المركز والمستويات المرموقة.‏
هذا الإغتراب، بما يمثل من طاقة بشرية ومالية لا يستهان بها، يحتم على القيّمين من ذوي الشان في ‏الدولة اللبنانية، مراعاة وضعه بكل جدية، بغية استقطابه للإستثمار في ربوع الوطن، وتذليل هواجسه عبر ‏تسليط الضوء على أهم شؤونه وشجونه: ألا وهي منح الجنسية لمستحقيها، وما يستتبعبها من حقوق ‏وواجبات متبادلة.‏

‏2 – تمنيات المنتشرين:‏
أما أولى هواجس الإغتراب اللبناني، وما يريده المغتربون اللبنانيون من الدولة اللبنانية، وأبرز تمنياتهم أنقلها ‏بكل صدق وأمانة، للمراجع المختصة وهي:‏
‏1 –  وضع مشروع الجنسية اللبنانية، لكل من يستحقها حيز التنفيذ لأنها حق.‏
‏2– وضع آلية حديثة، لتسهيل حق إقتراع اللبنانيين المنتشرين، في بلاد الإغتراب حيث سكنهم، عبر ‏السفارات والقنصليات أو بواسطة شبكة الأنترنيت اسوة “بباقي الجاليات الأجنبية، المنتشرة في العالم حيث ‏تمنحهم حكوماتهم هذا الحق.‏
‏3 – تسهيل معاملات تسجيل، وقوعات الأحوال الشخصية، بين لبنان وبلاد الإغتراب، دون أية عوائق.‏
‏4– تسهيل معاملات وشروط الدخول، عبر مطار بيروت الدولي، بعد تعميمها بوضوح لدى السفارات ‏والقنصليات لتشجيع السياحة المستمرة.‏
‏5– إمكانية إصدار بطاقات تعريف للمغتربين، موقعه من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، لتسهيل ‏رحلاتهم لدى وصولهم إلى المطار، إضافة إلى تنظيمها مع شركات الطيران، واستفادتهم من تخفيضات ‏معينة، على التاشيرات والمرافق الحرّة في المطار والفنادق والمطاعم، وفق تعميم خاص غايته المصلحة ‏المشتركة.‏
‏6– ضبط ومراقبة أسعار الفنادق والمطاعم والمرافق الأثرية والسياحية، وتخصيص وسائل نقل لهم، تسهر ‏وتحافظ على راحة السياح، لأنهم الزخر البشري والمادي للإستثمار في لبنان، ولكي لا يتحول هذا الزخر، ‏إلى دول أخرى جعلت نصب عينيها هذا التنظيم خدمة لمصالحها.‏
‏7– وضع آلية حديثة ومتطورة للإستثمار في لبنان، واضحة الشروط وثابتة لا تقبل الشك أو التحوير، أو ‏الإلتفاف على مضمونها، نتيجة تداخل الصلاحيات، والإيعاز للدوائر المعنية كافة، لتطيبق الشروط نفسها، كما ‏وردت دون زيادة أو تعديل، لكي تكون مؤشر ثقة بالمؤسسات الأمنية والقضائية، التي تضمن وحدها حقوق ‏المستثمرين، وتزيد إطمئنانهم على رؤوس أموالهم، وتكون الحافز الأكبر لزيادة الإستثمار في كافة القطاعات ‏والمجالات، مما يعطي الأمل بتحسين فرص العمل للشباب اللبناني، للحد من نزف الهجرة اللبنانية خارج ‏حدود الوطن.‏

وفي الختام قال:”أخيراً نأمل أن يبقى لبنان الذي بناه الجدود، واحداً موحداً بجناحيه، حيث لا نهوض له ‏بدونهما، سيبقى بشقيه: المقيم والمغترب لإيماننا الراسخ بأن الشق المغترب، وهو وافر الإمكانات، كان دوماً ‏سنداً للشق المقيم، في كل ما يخطط ويعمل، لكي يبقى امتداداً لصوت لبنان في جميع أنحاء المعمورة.‏
عشتم وعاش لبنان سيداً حراً مستقلاً.‏

وبعده عرضت السيدة هيام بستاني وجهة نظر المؤسسة المارونية للإنتشار‏ وتحدثت عن آلية تسجيل وقوعات الأحوال الشخصية وفوائدها فقالت :‏
أولاً: المؤسسة المارونية للإنتشار‏

أسس غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير المؤسسة المارونية للإنتشار بموجب مرسوم بطريركي سنة ‏‏2008 وسلّم رئاستها إلى معالي الأستاذ ميشال اده. يساعده في هذه المهمة مجلس أمناء من كبار ‏الفاعليات وعدد كبير من الأعضاء.‏
وكانت فكرة العمل المؤسساتي بموضوع الإنتشار قد نضجت خلال انعقاد المجمع الماروني بين عام 2003 ‏و2006 خاصةً بعد أن اكتشف المجتمعون أن عدد الموارنة المنتشرين في شتى أرجاء العالم بات أضعاف عدد ‏المقيمين في الوطن الأم وأن الهجرة التقليدية التي كانت تشكل في الماضي مصدر دعم وعون للمقيمين ‏من اللبنانيين أخذت تتحول إلى نزيف مستفحل خطير الإنعكاسات على المجتمع اللبناني وهو يلحق أفدح ‏الأضرار بجوهر الصيغة النموذجية اللبنانية والعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين.‏
إن خطورة المعطيات والخوف من تفاقم الخلل وازدياده والحرص الكبير على تنفيذ توصيات غبطة البطريرك دفع ‏بالمؤسسة إلى اتخاذ القرار بتسريع العمل وتكثيفه وتوسيع رقعته وإشتراك كافة المعنيين في الوضع ‏المسيحي من روحيين ومدنيين وسياسيين وفاعليات أخرى وإطلاق ورشات التسجيل في كافة بلاد الإنتشار ‏بهدف إعادة التوازن إلى مجتمعنا المتعدد الطوائف والمذاهب. ولقد قامت:‏

‏1- بتجهيز موقع إلكتروني ‏www.maronitefoundation.org‏ باللغة الانكليزية وهي في صدد ترجمته إلى ‏الاسبانية والبرتغالية وأدرجت في محتواه كل ما يحتاج إليه اللبناني المغترب من أجل تسجيل وقوعاته.‏

‏2- بإطلاق فيلمين دعائيين وبثّتهما على المحطات الفضائية والأرضية وعلى عشرات آلاف العناوين الاكلترونية ‏وقد حاز أحدهما على الجائزة الثانية في ‏Mena Crystal‏ في شهر شباط من هذه السنة.‏

‏3- كما تسعى جاهدةً مع المسؤولين السياسيين من وزراء ونواب ورؤساء أحزاب للتصديق على اقتراح ‏القانون الذي يحدد شروط إستعادة الجنسية اللبنانية الذي تمّ إقراره في لجنة الإدارة والعدل. في أولى ‏جلسات مجلس النواب.‏

‏4- كما فتحت المؤسسة مكاتب لها في الكثير من بلاد الإنتشار برعاية رؤساء الأبرشيات والآباء المعنيين. ‏فهي الآن متواجدة في الولايات المتحدة الأميركية، كندا، البرازيل، كولومبيا، الأرجنتين، الباراغاوي، فرنسا، ‏بلجيكا، السويد، جنوب افريقيا، واستراليا.‏

ثانياً: الآلية العملية لتسجيل الوقوعات وفوائدها
لا بد من التطرّق إلى النواحي العملية للتسجيل وذكر مفاعيله وفوائده.‏

‏1- المبدأ العام لاستعادة الجنسية هو إثبات الأصل اللبناني المتحدر من الأب وذلك بالرجوع إلى قيود الأجداد ‏في كافة سجلات الأحوال الشخصية.‏

‏2- إن تسجيل الولادات في البعثات اللبنانية هو مجاني ويمكن تنفيذه في أي عمر حتى بعد مرور عدة أجيال.‏

‏3- لقد تمّ إلغاء الخدمة العسكرية في لبنان بموجب قانون رقم 665 تاريخ 4/2/2005 إذ كانت احدى الأسباب ‏التي حالت دون تسجيل المغترب لأولاده.‏

‏4- إن استعادة الجنسية اللبنانية لا تلغِ جنسية البلد الآخر.‏

كما أنه لا بدّ من تعداد الفوائد العائدة للبنانيين من جرّاء التسجيل منها:‏
‏-        حق الإرث في لبنان.‏
‏-        حق العمل والتوظيف.‏
‏-        حق الإقامة الدائمة.‏
‏-        حق الإنخراط في الإدارات والمؤسسات الرسمية.‏
‏-        حق الاستثمار وإقامة الشركات.‏
‏-        حق الإستفادة من الحقوق التي تعطيها إتفاقيات السوق الحرة أو الأسواق المفتوحة ‏المعتمدة مع الدول العربية.‏
‏-        حق الترشح إلى الانتخابات النيابية.‏
‏-        حق الانتخاب في الانتخابات البلدية والنيابية لاسيما وأن قانون إقتراع المغترب أبصر النور ‏وتُدرس حالياً آلية تطبيقه.‏
‏-        حق الحصول على حقيبة وزارية.‏
‏-        حق التقدم إلى كافة وظائف الدولة الرسمية.‏
‏-        حقوق اجتماعية مختلفة.‏

حقوق قنصلية عديدة منها:‏
‏•        حق الاستفادة من الحماية القنصلية في حال الاعتداء على الشخص أو الممتلكات.‏
‏•        حق الاستفادة من المساعدة في حال الملاحقة الجزائية. التوقيف أو السجن.‏
‏•        حق الاستفادة من المساعدة في حال حصول كوارث طبيعية نتج عنها أضرار جسدية أو ‏مادية.‏
‏•        حق المصادقة على كافة الوثائق الرسمية.‏

كذلك، لا بد من التأكيد في إلإطار المالي والإقتصادي ان لبنان ما زال يطبق قانون السرية المصرفية ويحترم ‏الأصول المعتمدة دولياً في شقّ تبييض الأموال كما وأنه يسمح بالحساب المشترك بين الزوجين وبسهولة ‏الإجراءات لدى وفاة أحدهم كما يعطي تسهيلات في القروض لشراء المساكن من المصارف المختصة.‏

يُزاد على ذلك إن الضريبة على الدخل هي ضئيلة مقارنةً بالبلدان الأخرى وأن هناك نظام خاص لشركات الـ ‏Holding‏ والـ ‏Off Shore‏ يعفيهم من الضريبة ويخضعهم إلى رسوم انتقائية.‏

وختمت بستاني كلمتها متوجهة الى المنتشرين بالقول: “لبنان لا يطلب منكم الا بنوتكم وهو اليوم يتكل ‏عليكم لانكم من يعيد التوازن الى الوطن الحبيب. انتم الغصن الاخضر في واحة لبنان والجناح المحلق الذي ‏لولاه لدق الاسفين الاخير في النعش المسيحي”. ‏

واختتمت الندوة بنقاش واسئلة تمحورت حول موضوع الندوة.