Don't Miss

Interview of WLCU WP Mr. Michel Doueihi with Almughtareb magazine – September 2012

2012-09-WP

مقابلة أجرتها مجلة المغترب مع الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ميشال الدويهي

عدد ٢٧ – آب/أيلول ٢٠۱٢ – صفحة ٦۸ و٦٩

ميشال الدويهي: طائفتنا وسياستنا… لبنان

الرئيس العالمي للجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم الانتشار

بلكنته الزغرتاويّة المحبّبة والمطعّمة أسترالياً والتي لا تخلو من الفكاهة والدعابة، يتحدّث ابن زغرتا المغترب في أستراليا منذ أكثر من واحد وأربعين عاماً عن الجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم التي تسلّم رئاستها حديثاً، وعن لبنان والاغتراب وما بينهما من قضايا وشؤون وشجون… وبلغة صريحة وواضحة خالية من أيّة مجاملة، يعرض الرئيس الدويهي لأبرز مشاكل الجامعة والاغتراب، يسمّي الأشياء بأسمائها ولا يدّعي تمثيل «جامعته» الاغتراب كلّه بل جزءاً منه..

يعشق لبنان كما هو بحفر طرقاته وكهربائه المقطوعة وفوضاه، لكنّه يريد استقراراً لأنّه الحافز الأساسي لعودة المغتربين إليه.

«المغترب» التقت الرئيس العالمي للجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم- الانتشار ميشال الدويهي، وكان هذا اللقاء:

استهلّ الدويهي حديثه لـ «المغترب» بالتأسّف والترحّم على السفير الراحل فؤاد الترك، الذي «أعتبر وفاته خسارة كبيرة مُني بها لبنان والجامعة والاغتراب اللبناني والسلك الديبلوماسي، فقد كان الراحل يولي القضايا الاغترابيّة اهتماماً كبيراً».

ثمّ انتقل الدويهي للحديث عن الانقسام في الجامعة وعن أسبابه، فقال: «السبب الرئيسي الذي أدّى إلى انقسام الجامعة وتشرذمها ووصولها إلى ما هي عليه اليوم، والذي بدوره انعكس سلباً على الجسم الاغترابي في الخارج، هو الانقسامات التي لم تنشأ هنا في الاغتراب بل صُدّرت من لبنان»، وأضاف: «كلّ جهة تدّعي أنّها هي الشرعيّة!! لكنّني أعتبر أنّ الشرعيّة تُكتَسَب بالعمل الجادّ ولا تُؤخذ أو تُعطى أو تُمنح».. وتابع: «الجامعة هي مؤسّسة للبنانيين أجمع، ولا تتلقّى الأوامر من أي جهة كانت، وهي غير طائفيّة وغير سياسيّة، فطائفتنا لبنان وسياستنا لبنان، ولا ندخل في زواريب السياسة الداخليّة بل نحترم الدولة والشرعيّة اللتين تمثلّهما رئاسة الجمهوريّة ومجلس النوّاب».

ولفت الدويهي إلى زيارات قام بها بُعيد انتخابه، إلى عدد من الشخصيّات الرسميّة والمسؤولين الذين استقبلوه بصفته رئيساً للجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم، بدءاً من رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، د. سمير جعجع، الجنرال ميشال عون، الشيخ أمين الجميّل، الرئيس فؤاد السنيورة، الوزير سليمان فرنجية… وتابع: «الجامعة التي أترأسها لا تمثّل الجاليات اللبنانيّة كلّها، لكنّها تمثّل جزءاً من الاغتراب اللبناني».

وأشاد الدويهي بالزيارة التي قام بها الرئيس سليمان أخيراً إلى أستراليا، حيث لفته حضور الجامعة الفعلي ونشاطها، والتي رافقته طيلة فترة زيارته وبقيت إلى جانبه، مؤكّداً أنّ الجامعة في أستراليا هي جامعة واحدة وموحّدة، والأمر نفسه بالنسبة إلى الفروع المنتشرة في البرازيل وكندا وأميركا وغيرها…

وأكّد الدويهي أنّ الجامعة تدعم الشرعيّة اللبنانيّة، لا سيّما رئيس الجمهوريّة والجيش اللبناني إذ «لم يعد هناك مَن يحمي لبنان، لا الأحزاب ولا النوّاب ولا الوزراء، لم يعد هناك سوى مؤسّسة الجيش اللبناني التي نفتخر بها كثيراً، والتي يعتبرها لبنانيو الاغتراب مؤسّسة مقدّسة».

«هل لديكم خطّة من أجل توحيد ولمّ شمل الجامعة؟ أم أنّ هذا الأمر ما زال بعيداً؟» سؤال طرحناه على الدويهي فأجاب: «مع كلّ الاحترام الذي أكنّه لشخص مدير عام المغتربين هيثم جمعة فإنّني أعتبره المسؤول عن الانقسام الحاصل في الجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم، وأنا كرئيس عالمي أحمّله هذه المسؤوليّة لأنّه وبحكم موقعه يستطيع أن ينسّق مع الاغتراب اللبناني وأن يسعى إلى لمّ الشمل. لكن للأسف فإنّ الجامعة التي نمثّلها ومنذ أيام الرئيس بشارة بشارة الذي انتُخب في العام 1999 في المكسيك ولغاية اليوم، تواجه حرباً دائمة من قبل مدير عام المغتربين الذي وصل به الأمر إلى مراسلة السلك الديبلوماسي في دول عديدة، حظّر فيها على القناصل أو السفراء أن يتعاملوا مع الجامعة التي نمثّلها»!!! وأضاف: «لا يوجد خلافات بين أبناء الجاليات اللبنانيّة الاغترابيّة، لكنّ الخلاف يُصدَّر من لبنان إلى الخارج، وأنا أحمّل وزارة الخارجيّة هذه المسؤوليّة»!!

مساعٍ.. ونشاطات

وعما إذا كان على استعداد للقاء الرئيس مسعد حجل والبحث معه في قضايا الجامعة، أكّد الدويهي أنّ أبواب الجامعة مفتوحة أمام الجميع للحوار وتوحيد الاغتراب، «لكن للأسف فإنّ الفريق الآخر ليس لديه الحريّة الكاملة ليتّخذ قراراته بنفسه!!! ثمّ إنّ الأستاذ مسعد حجل عُيّن رئيساً دون انتخاب»!!! وتابع: «نحن مستعدّون لأن نحاور الجميع على أن لا يكون هناك شروط مسبقة وأن لا يكون لوزارة الخارجيّة أي أمر تضغط به أو تمليه علينا، فهي بالنسبة لنا ليست سلطة وصاية».

وأشار الدويهي إلى أنّ الجامعة تسعى إلى منح الشباب فرصة وتهيّئهم كي يكونوا مستعدّين لأن يتسلّموا زمام المسؤوليّة، لأنّ «أهم ما في المؤسّسات هو استمراريّتها وديمومتها، وهذا أمر مهم يمكن من خلاله أن نعيد أبناءنا إلى لبنان»، وأضاف: «تشجّع الجامعة المغترب للعودة إلى وطنه.. صحيح أننا مغتربون وصحيح أنّهم يمكنهم أن يبعدونا عن لبنان لكن لا يمكنهم أن يبعدوا لبنان عن قلوبنا».

وأكّد الدويهي أنّ الهدف الأساسي الذي يسعى إلى تحقيقه هو أن يسلّم رئاسة الجامعة إلى خلفه على أن يكون قد حقّق إنجازاً مهمّاً ومميّزاً للجامعة والاغتراب، مؤكّداً أنّه يبذل جهوداً حثيثة من أجل ذلك كغيره من الرؤساء السابقين، وقال: «تسلّمت المسؤوليّة من الرئيس السابق عيد شدراوي، وبدوري سأسلّمها إلى رئيس جديد آملاً أن تكون الجامعة في وضع مزدهر، وهذا بلا شكّ يتمّ بمساعدة الأمين العام طوني قديسي الذي أشكره وأحيّي جهوده التي يبذلها في خدمة الجامعة والاغتراب».

وتحدّث الدويهي عن سلسلة زيارات سيقوم بها، حيث سيشارك في لقاءات ومؤتمرات عدّة في الأرجنتين ونيويورك وبوسطن وواشنطن ولوس أنجلوس وسان فرنسيسكو والبرازيل وغيرها… وفي هذا السياق قال: «أسعى إلى زيارة فروع الجامعة المنتشرة في معظم دول العالم، سيّما أنّ لدينا حوالى 350 فرعاً مسجّلاً في العالم».

لبنان.. والمغتربون

سألناه: «ماذا عن مطالب المغتربين القديمة الجديدة؟ أين الرئيس ميشال الدويهي من هذه المطالب»؟!! أجاب بتلقائيّة: «في إحدى المناسبات ألقيت كلمة قلت فيها: «نحن لم نعد نريد أن نطالب بحقوقنا، نحن متوجّهون إلى لبنان لإحضار حقوقنا» (ضاحكاً).. وتابع: «نؤيّد حقوق المغتربين، لكن للأسف الدولة تضع البنود لكن لا تقرّها، ونسمع فقط مقالات وعبارات تردّد: «يحق للمغتربين»!!

عن انتخابات العام 2013، قال الدويهي: «المسؤولون في لبنان خائفون من اقتراع المغتربين لأنّه سيؤدّي إلى تغيير سياسي كبير!! لكن يقترح البعض أن يكون للمغتربين نوّاب يمثّلونهم في مجلس النوّاب، يتراوح عددهم ما بين 20 أو 25 نائباً، أجد أنّ هذا الاقتراح لا بأس به، فالمهم أن يكون للمغترب حضور ووجود ومشاركة فاعلة في الحياة السياسيّة اللبنانيّة الداخليّة».. وتابع: «أنا على يقين أنّ اللبنانيين المقيمين، باستثناء السياسيين، يحترمون المغترب ويقدّرونه كثيراً.. لكن ليعطونا فقط الاستقرار الذي يُعتبر أمراً مهمّاً للبنان، عندها يسدّد المغتربون الدين العام والبالغ 50 ملياراً في غضون عامَين فقط!! سيّما أنّ 20 % من المداخيل اللبنانيّة هي من المغتربين هذا دون استقرار، فكيف إذا كان هناك استقرار؟!! عندها تصل تلك النسبة إلى 40 و50 %»!!!

تابع الدويهي: «لبنان لا ينقصه أي شيء سوى الاستقرار، فهو «بلد جميل بتعدديّة شعبه ومناخه وطبيعته، وبالحياة العائليّة غير الموجودة في سائر دول العالم.. حتّى إنّ انقطاع الكهرباء والماء لا يشوّه صورته، ونحن نحبّ لبنان لأنّه هكذا، وإذا أصبح يشبه سيدني عندها لا يعود يعني لنا شيئاً، فنحن نحبّه بحفره المنتشرة على طرقاته وبفوضاه».. وأضاف: «أعتبر لبنان بالنسبة لي «أم» وأستراليا «أب»..

الجالية اللبنانيّة في أستراليا..

عن الجالية اللبنانيّة في أستراليا قال الدويهي إنّ «70 % من أبنائها هم من شمال لبنان، وهي تُعتبر أبعد الجاليات مسافة عن لبنان، لكنّها الأقرب إليه بالقلب!!! فالوصول إلى أستراليا يتطلّب 18 ساعة طيران لكن في أقلّ من ثانية نصل إلى لبنان»!! وأضاف: «يقيم في أستراليا ما بين 400 و450 ألف لبناني، ويوجد العديد من المؤسّسات الكبيرة أصحابها لبنانيون، وهناك نواب لبنانيو الأصل في مجلس النواب الأسترالي، فضلاً عن أنّ حاكمة ولاية نيو ساوث ويلز ماري بشير هي من أصل لبناني من بلدة دوما، وزوجها أيضاً كان رئيس بلدية سيدني وهو ابن بلدة دوما.. ولدينا أيضاً الكثير من رجال الأعمال اللبنانيين، لكن للأسف فإنّ «اللبناني وحده يصنع العجائب، لكن اثنين ما بعرف»!! (ضاحكاً)..

وتابع الدويهي: «الأجمل من كلّ ذلك هو العيش المشترك السائد بين أبناء الجالية اللبنانيّة في أستراليا، فالانقسامات الطائفيّة في لبنان لا مكان لها بينهم، إلاّ أنّ هناك انقسامات سياسيّة وهو أمر طبيعي، فلكلّ رأيه ووجهة نظره السياسيّة، ونحن نحترم بعضنا بعضاً ونلتقي في العديد من المناسبات».

مثاله الأعلى هو البطريرك الدويهي، وعنه قال: «أعطى لبنان وأبناء طائفته مجداً»، أمّا صديقته الدّائمة والمفضّلة فهي شريكة حياته زوجته، وأكّد لـ «المغترب» أنّه يحبّ الرياضة لا سيّما كرة القدم، وأجمل شيء في حياته هو أن يجتمع مع عائلته ويمضي أوقاتاً ممتعة معها، وهو يربّي أولاده (شابان وفتاة) على مبادىء آل الدويهي التي نشأ عليها.

وختم الدويهي قائلاً: «أشكر وسائل الاعلام وخصوصاً مجلّة المغترب» لأنّ صوتها هو الذي يوصل أصواتنا إلى دول الانتشار كما يوصل أصوات المنتشرين إلى الوطن، وأقول لوسائل الاعلام كافّة: اعكسوا الصورة الجميلة عن لبنان خصوصاً في ظلّ هذه الأيّام الصعبة التي يمرّ بها، وكما يقول المثل «إذا جارنا بخير فنحن بخير» فلبنان اليوم يتأثّر بما يجري حوله في دول الجوار.. من هنا أتمنّى على وسائل الاعلام عدم نقل الأخبار السلبيّة عن لبنان كي يرتاح المغترب الذي يتّكل على الاعلام بأنواعه كافّة المرئيّة والمسموعة والمكتوبة، ويتّخذ قراره بالعودة إلى الوطن بناءً على أخبارها.