Don't Miss

الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم تشارك في اللقاء الثامن من سلسلة “الحوارات الصباحية” لملتقى التأثير المدني. مي الريحاني نوهت بميزات الاغتراب اللبناني وذكرت بمقررات الجامعة المطالبة بتطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بلبنان

لبنان دولة المواطنة والشراكة الوطنية مع الاغتراب

تحت هذا العنوان الكبير سلط ملتقى التأثير المدني الضوء على المغتربين من مفهوم المواطنة الفعالة والقيادة المغايرة.

وكان ملتقى التأثير المدني عقد تحت هذا العنوان الكبير لقاءه الثامن “الحوارات الصباحية” قبل ظهر يوم الاربعاء ١٣ الجاري في فندق جيفينور الحمرا -روتانا لتسليط الضوء على دور المغتربين الفاعل والداعم للوطن الأم والإيمان بسيادته واستقلاله من خلال النظام الحالي والعمل على تغيير المنظومة.

وكان حضر اللقاء وفد من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة الأستاذ كريستيان نصر ممثلا الرئيس العالمي روجيه هاني والأمين العام جورج ابي رعد، وسلة من الشخصيات والفعاليات الأكاديمية والإدارية والقانونية والدستورية والثقافية ، وقضاة وضباط متقاعدين وإعلاميات وإعلاميين وطبعا رئيس وأعضاء الملتقى .

في بداية اللقاء الذي قدّمته الإعلاميّة سيلينا بريدي، كان النشيد الوطني اللبناني، وبعده وثائقي تعريفي عن “ملتقى التأثير المدني”، ومن ثمَّ وثائقي إستعراضي للِّقاء السابع تحت عنوان: “لبنان دولة المواطنة: سيادة وحياد ودعم قضايا العدل”.

ومن ثم كانت كلمة عضو الهيئة الإدارية لملتقى التأثير المدني المعتز الصواف الذي قال: “أن ما يعنينا في “ملتقى التأثير المدني” ولُبْنان يواجِهُ تحدّيات خطيرة، استمرار النّضال في سبيل بناء دولة المواطنة، هذه الرّوحيَّة التي نشأت منذ قيام دولة لبنان الكبير، ووردت في دستورها الأوّل في العام 1926.”

وأضاف: قناعتنا “ان لُبْنان لا يقوم إلّا بجناحَيْه المقيم والمغترب، من هُنا كان مسار الملتقى في تواصُلِه وتنسيقِه مع الاغتراب عميقاً، الإغتِراب فخرُنا وشراكتنا معه استراتيجيّة. أهلًا وسهلًا بكم. حمى اللّه لبنان”.

بعدها تحدثت ميسّرة الحوار الإعلامية باميلا ابراهيم القصيفي فقالت: “نحتاج اليوم إلى وطنيين وهم أكثريّة في الاغتراب، يرفعون شعار حبّ الوطن وحبّ أرضه”. ولذلك “لا يمكن تصوّر لبنان من دون مغتربيه، ولا إغفال خصوصيّات العلاقة التي تربطهم بأرض الوطن، ولا اتساع الانتشار اللبناني في العالم. فلكل اغتراب قصّة من حيث مدة الانقطاع ووتيرة التواصل مع البلاد. ونرى صورة لبنانيي الخارج، لاسيما في البلدان المتقدمة، أقرب إلى شخصيّة “المواطن العالمي” في ميوله وفي أنماط عيشه. نجدهم ينخرطون بدون تعقيد في المجتمعات الجديدة. ينهلون من ثقافتها التي تعزز الإنسان الفرد، بغض النظر عن الجنس والعرق والدين، يحترمون الأنظمة والقوانين، يتقبلون بسهولة لافتة قيم المواطنة. ويتمسكون بقيمة الحرية الشخصية التي تمكّنهم من تنمية قدراتهم ومواهبهم، من غير معوقات كبرى، كما هي الحال في لبنان”.

واضافت القصيفي: “نحن بأمسّ الحاجة اليوم الى هذه الصورة المتحررة من كل طائفية ومصلحة شخصية” وعلى لبنانيي الداخل “أخذ العبر من لبنانيي الإغتراب الذين حلّقوا في مختلف المجالات وباتوا العمود الفقري لبلدهم الأم واقتصاده الذي يتنفس اليوم من رئة الإغتراب أكثر من أي وقت مضى”.

وانتهت الى القول “لا بدّ أن نؤكد على أهميَّة هذا الإغتراب في التَّأثير والمُشاركة في الأعمال التجاريَّة والقرارات السياسيَّة والاجتماعيَّة، وتعزيز فُرَص الاستثمار والتنمية الاقتصاديَّة والماليَّة في لبنان”، والى ما “يُساهِم في تماسُك النسيج الاجتماعي الوطني والسَّعي الدؤوب من أجل النُّهوض بالبلد على كافة الأصعدة والحفاظ على هويته الإقتصادية الحرة”.

والقت الأستاذة مي الريحاني رئيسة مكتب واشنطن في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم كلمة قالت فيها: “نحن المغتربون نفهم ونحلل ونقيم حضارة لبنان كحضارة مركبة وليست مبسطة” ـ ذلك ان “أن ما يميز حضارة لبنان هو انها هي الجسر الرابط بين الشرق والغرب، تتأثر حضارتنا بأبعاد الغرب الثقافية والتكنولوجية وخاصة بعلاقة الغرب مع المستقبل”، كما تتأثر وتتعاطى مع أجواء محيط لبنان الشرقي الغني بالروحانيات والقيم الاجتماعية”. وما يحتوي البعد العربي الغني بتراثه وتطلعاته”.

وقالت: “بالنسبة للمغتربين، هذه الهوية هي جوهر لبنان، وأساس ماضي وحاضر ومستقبل لبنان”. اما بالنسبة لمفهوم المواطنة فنحن المغتربون نلخصه بـ “الحقوق والواجبات تحت سقف الدستور من خلال احترام القوانين ومسؤولية تطبيقها”. فلا علاقة للمواطنة “بمفاهيم الولاء أولا لشريحة معينة من الشعب أو لطبقة أو لعائلة او حتى لحزب قبل الولاء للوطن” ـ صعب جدا ان يتقدم الوطن “دون التأكيد على أولوية الولاء له، فكل الولاءات الأخرى هي اقل اهمية”. ففي “النهاية “المواطنة هي عقد بين الوطن والمواطن مبني على المبادئ والقيم التي ذكرت ولا مساومة عليها”. ومن هنا ايضا ينبع عمل المغتربين ويستمر ويقوى عندما يمر لبنان بأزمات معقدة وفي بعض الأحيان وجودية فيصبحون عندها “صوت وضمير لبنان في الخارج. يشرحون للمجتمعات ولحكومات هذه المجتمعات حقيقة الوضع ويطالبون أصحاب القرار بمساعدة لبنان ومؤسساته”. وعلى سبيل المثال وليس الحصر “اظن ان الجميع يعلم كم كان ولا يزال دور المغتربين اللبنانيين فعالا بالنسبة للقرار الأميركي بدعم مؤسسة الجيش اللبناني”.

ونوهت الريحاني بدور الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي أكدت في مؤتمرها السنوي في تشرين الثاني سنة 2023 في باريس على مجموعة من النقاط – الثوابت ومنها: ضرورة حصر السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية، وحصر تنفيذه الجيش اللبناني مع المطالبة بتطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بلبنان لا سيما القرارين 1701 و1559. كما الوصول إلى انتخاب رئيس او رئيسة للجمهورية سيادي واصلاحي لتفادي المزيد من التدهور ومن أجل انتظام عمل المؤسسات من خلال تطبيق الدستور.

ولذلك دعت الريحاني الى “قيام شراكة بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، ليعملوا معا من أجل مصلحة لبنان العليا”. فاللبنانيون “لا يثقون بعد اليوم بدولة تخالف الدستور، ولا بدولة منقوصة السيادة، ولا بدولة سخرت القوانين لوضع اليد على الأموال العامة والخاصة من أجل خدمة الفاسدين”.

واستعرضت الريحاني ما سمته “المفاهيم التي ان فهمها القائد وان طبقتها القيادات السياسية والغير سياسية تتحول الى شروط وأسباب النجاح”. ومنها اعتناق “رؤية واضحة” تشكل بوصلة للقائد وفريق عمله من اجل الوصول الى “أهداف واضحة” تؤسس للبحث عن “الحلول الناجحة”. وكل ذلك يستلزم “الجدية في العمل والايمان بالنتائج الإِيجابية”: وهذا يتطلَّب ثقةً بالنفس، وقدرةً على الأَمل، “تنمي الشعور بالشجاعة والتميز”.

وقالت “إِنَّ لبنان يعيش اليوم، فترةً من أسواء فتراته سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا”. وتعرفون أَن “شبح إمكانية توسع الحرب يزيد الأزمة الوجودية عمقا، ويزداد الفقر وتقلّ مستويات الاستقرار والأمن داخل وطننا”. ولهذا “على اللبنانيين تحدي الأمر الواقع عن طريق المطالبة بإيجاد وانتخاب قيادة جديدة مغايرة تأخذ بزمام المبادرة لإحداث تغيير جذري في لبنان، ابتداء بالالتزام بدور لبنان الإيجابي ضمن محيطه العربي، والفعال على الساحة العالمية”. وتعيد وضع لبنان “على المسار المؤْمن بالمواطنة، بالحريات، بالمساواة، وبالتنوُّع، وحيث الفساد مرفوض ولا يمارس، وحيث قوة العدالة أَكثر فعالية من قوة القمع” وكل ذلك من اجل “ايجاد الحلول للمشاكل المستعصية من اجل خلق مستقبل أَفضل للبنان ولشعبه”.

بيان ملتقى التأثير المدني كما ورد في صحيفة نداء الوطن

يمكن مشادة الندوة على الرابط التالي