إنطلاق الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية في بيروت
إنطلقت في السادسة من مساء الأحد الواقع فيه ۲۷ أيلول ۲۰۰٩ الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية التي يستضيفها لبنان بين 27 أيلول و6 تشرين الأول المقبل، تحت شعار “تضامن تنوع تفوق”، بمهرجان ضخم أقيم على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، في حضور قادة ومسؤولي الدول الفرنكوفونية يتقدمهم الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء سليمان، رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون، أمير موناكو البير الثاني، الأمين العام لمنظمة الدول الفرنكوفونية السنغالي عبدو ضيوف وحوالى أربعين وزير شباب ورياضة وثقافة من الدول المشاركة ومسؤولون في الدولة اللبنانية والدول الفرنكوفونية والفاعليات الرسمية والعسكرية والسياسية والرياضية والكشفية والاعلامية والتربوية والإقتصادية.
ومن المسؤولين اللبنانيين، حضر الإفتتاح رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته السيدة رندى، رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة وعقيلته السيدة هدى، الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، نائب رئيس الوزراء عصام ابو جمرا، ووزراء ونواب وشخصيات سياسية وعسكرية وكشفية وإعلامية وتربوية واقتصادية.
وقد تابع حفل الإفتتاح أكثر من خمسة وعشرين ألف متفرج من على مدرجات ملعب مدينة كميل شمعون، إضافة إلى الملايين من جمهور الفرنكوفونية، وجهوا أنظارهم إلى بيروت، عبر شاشتي “المستقبل” وTV5، حيث يشارك نحو 3000 رياضي وفنان من القارات الخمس في أكبر تظاهرة فرنكوفونية عرفها الشرق الأوسط.
ونقلت شاشات كبيرة في الملعب وقائع الإحتفال الذي تميز بإضاءة مميزة ومسرح ضخم يبرز معالم لبنان الأثرية والثقافية.
وكان الإحتفال بدأ عند السادسة إلا ربعا، بمقطوعات لموسيقى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، ودخلت ثلة من الحرس الجمهوري وقدمت عرضاً عسكرياً. ثم وصل الرئيس السنيورة الذي قدم التحية للعلم، بعده الرئيس بري. ثم وصل رئيس الجمهورية واستعرض حرس الشرف على وقع موسيقى التعظيم، قبل أن يتوجه إلى المنصة الرسمية ويصافح كبار الحضور.
وبعد أن قدمت فرقة كورال الفيحاء النشيد الوطني، دخل حملة الإعلام ل70 دولة مشاركة في المنظمة الفرنكوفونية والفرق الكشفية التي رسمت دائرة رمز دورة الالعاب المنظمة، وتقدم الرياضي المغامر اللبناني مكسيم شعيا حاملاً علم الفرنكوفونية، والقى كلمة حيا فيها الشباب اللبناني، مؤكدا دور لبنان الحضاري. ثم بدأ استعراض الفرق المشاركة، فيما كان طائر الفينيق، شعار الدورة الحالية، يتنقل بين المشاركين بريشه الذي تلون بألوان إعلام الدول المشاركة.
وبعد إستعراض الفرق، ألقى الأمين العام للمنظمة الفرنكوفونية عبدو ضيوف كلمة، شكر فيها لبنان على إستضافته دورة الألعاب الفرنكوفونية السادسة، مرحباً بالشعب اللبناني وحيا “شجاعته وتخطيه الصعاب على مر العهود، مقدما إرثا من الحضارة والتنوع، وهذا ما تعكسه الفرنكوفونية وما تهدف إليه في رسالتها نحو المستقبل، رسالة تختصر بعنوان هذه الدورة التضامن والتنوع والتفوق”، شاكرا لبنان وشبابه الطموح الذي ينشد الافق البعيد بحوار وصداقة ومشاركة تتخطى الألوان والأعراق”.
ثم طلب ضيوف من الرئيس سليمان افتتاح الدورة.
وألقى الرئيس سليمان كلمة ترحيبية باللغة الفرنسية (نصها موجود على موقع الوكالة باللغة الفرنسية)، وأتبعها بكلمة باللغة العربية قال فيها:
”أصحاب السمو والفخامة، السيدات والسادة، إن الحدث الرياضي -الثقافي الذي ينطلق اليوم يعكس صورة التضامن والتنوع والتفوق، وهي صورة مشرقة لازمت لبنان منذ عهده بالحياة، ولم تغب يوما او تتراجع، على رغم ما حل به من محن وصعاب.
وهو يؤكد بالتالي أن بيروت هي مدينة كل الحوارات وهي كانت، وما زالت تحتضن مروحة واسعة من الثقافات الوافدة من شرق وغرب، والتي تمكنت عبر تفاعلها وتواصلها من إضفاء هوية مميزة على هذه المدينة العريقة.
أيها المشاركون في الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية، نرحب بكم في وطن الارز، حيث يتقاطع عند منعطفاته: الامس الغابر واليوم الحاضر والغد الآتي، وتتقارب الاعراق والاجناس وتتهافت الحدود الجغرافية، ويتوحد الجميع اليوم من خلال لغة كونية تنبض حروفها بالتواصل الارادي الحر.
إن لبنان الذي يستهدي عنوان هذا الحدث الكبير: “الذهاب والعودة”، يؤكد حضوره القوي دوليا وعربيا وإنتقاله الى دائرة الحياة، دولة مدنية، ديموقراطية، جامعة كل أبنائها تحت سقف الدستور والقانون.
من هذا المكان بالذات، ومن بيروت عاصمة لبنان، أم الشرائع، حاضنة المعهد الاول للحقوق وداعية النهضة الفكرية والثقافية والعربية، أعلن باسم الجمهورية اللبنانية، إفتتاح الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية”.
بعد كلمة الرئيس سليمان ونشيد الفرنكوفونية، أدت لاعبة كرة الطاولة تيفين مومجوغليان نقسم اللاعبين، وحكم كرة القدم علي الصباغ قسم الحكام.
العرض
بعدها، بدأت العروض الفنية والراقصة التي اشرف عليها المخرج والسينوغرافي وكاتب السيناريو الفرنكوفوني الفرنسي دانيال شاربونتييه صاحب الخبرة العالمية في تنظيم الاحتفالات الضخمة.
وقد تضمن العرض مشهدية رائعة استمرت 39 دقيقة، نقلت الوجه الحضاري للبنان على مسرح كبير وضخم بلغ 50 مترا مربعا وبارتفاع 12 مترا، وتضمنت لوحات راقصة بإيقاع بصري وموسيقي على وقع أنغام زكي ناصيف والأخوين رحباني ومرسيل خليفة وأحمد قعبور.
شارك في الإحتفال نحو 200 عازف و100 راقص وراقصة و60 مغنيا، نقلوا المشاهدين في رحلة ساحرة عبر التاريخ الى المدن اللبنانية، من جبيل وأبجديتها الى طرابلس ورقصة الدراويش وتواشيح عبد الكريم الشعار، الى قاديشا وأرزها وترانيمها السريانية، فبعلبك ومعابدها الرومانية ودبكتها الشهيرة، عنجر وموسيقاها الأرمنية، دير القمر وبيت الدين وأميرات الجبل الساحرات بأزيائهن التي حملت أنامل إيلي صعب وتصاميمه، صيدا وصياديها ومقاهيها، صور وأميرتيها أليسا وأوروبا وسفنها التي جابت غمار البحار، فرقص باليه تعبيري.
بعدها تعانقت سماء المدينة الرياضية ترنيماً بالتكبير والسلام المريمي حيث قامت تانيا قسيس بترنيم “أفي ماريا” مصحوبة بعبارة الله وأكبر بصوت كورس الفيحاء وهي من إنتاج فرع رجال الأعمال في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في فرنسا. ومن ثم كانت إطلالة مميزة بالأبيض للفنانة ماجدة الرومي التي أدت أغنيتها الشهيرة “بيروت يا ست الدنيا يا بيروت” فنشيد “أصدقاء السلام” الفرنكوفوني بمشاركة الفنان السنغالي يوسو ندور: “نحن أصدقاء العالم، نحن عائلته، في الليل المظلم مشاعلنا متحدة”، تحية لمؤسس المنظمة الفرنكوفونية الرئيس ليوبولد سنغور.
وختاماً الأسهم النارية التي أضاءت سماء المدينة، وحفل غنائي للفنان ندور.
وقد قدم الحفل: الإعلامي طوني بارود باللغة العربية، وهلا كبابة باللغة الفرنسية.
وكانت أبواب مدينة كميل شمعون الرياضية فتحت أمام المواطنين مجانا، بدءا من الساعة الرابعة من بعد الظهر، وسط إجراءات أمنية مشددة نفذها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والحرس الجمهوري.