St Maroun Mass in UK – 20 February 2007

لندن في 11-02-2007

بدعوة من رئيس الرعية المارونية في لندن الراهب الماروني عادل العلم احتفل اللبنانيون في عيد مار مارون  يوم الاحد الواقع بتاريخ 11 شباط بقداس الهي حاشد غصّت بهم الكنيسة.

عاون الاب علم في الذبيحة الاب مارون عودة وكان قد مثل السفارة اللبنانية القائم بالاعمال القنصل ميلاد نمور وتميز بحضور الامين العام العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم المهندس جورج ابي رعد وامين عام قارة اوروبا السيد روجيه هاني وممثل القوات اللبنانية في اوروبا لوجودهم في لندن الى جانب الممثلين المحليين لكافة الاحزاب والجمعيات والتيارات والشخصيات والجالية اللبنانية في بريطانيا.

القى الاب علم كلمة بالحاضرين جاء فيها :

حضرة القنصل ميلاد نمور، رئيس البعثة الديبلوماسية المحترم،

حضرة امين عام الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم،

أحبائي أصدقاء الرعية

يا أبناء مارون وأحباءه

نجتمع اليوم وكما كل عام، لنحتفل سوية بعيد أبينا القديس مارون، أب الكنيسة المارونية وشفيعها. نجتمع للصلاة ولطلب شفاعة ذاك الذي عاش حياته صلاة دائمة مستمرة، في ارتباط وثيق وقوي، بذاك الاله الذي دعاه للقداسة، فلبى الدعوة دون تردد، عملا بقول الانجيل المقدس ” من يضع يده على المحراث لا يلتفت الى الوراء”، حاملا صليبه صليب الحياة النسكية التقشفية الشاقة في العراء، محتملا برد الطبيعة وحرها، في حياة مثالية قوامها المحبة والعطاء والصلاة، على مثال معلمه الفادي الحبيب يسوع المسيح، فجمع حوله التلامذة التواقين الى عيش الكمال الانجيلي، في أديار أصبحت المحور الأساسي، الذي حوله تبنى القرى، ليصبح الشعب كله وتصبح معه الكنيسة المارونية، كنيسة رهبانية، اذ كانوا يشاركون رهبان الاديرة صلاواتهم اليومية وعملهم في الارض، ليتحول كل بيت ماروني كنيسة رهبانية صغيرة، أساسها الصلاة والعمل، ميزتها الوحدة والتعاون، هدفها القداسة والخير العام.

هذا الشعب الذي حول الجبال الى جنائن معلقة، وفتت الصخر وجعل منه ترابا يزرع فيه القمح، هذا الشعب الذي عشق الحرية، أخذ من كهوف الارض ومخابئ الوديان مسكنا له،ومن أعالي الجبال ومغاورها عرينا له، يسابق النسور نحو العلى، يتحدى الغزاة، يقهرهم، هذا الشعب الذي أخذ من صلابة الصخر قوة، من لين التراب طيبة، من غزارة الينابيع عطاء، من بياض الثلوج نقاء، من امتداد جذور الأرز تجذرا وتمسكا بأرضه، هذا الشعب هو شعب مارون شعب القديسين النساك، شعب شربل ورفقا والحرديني، شعب البطاركة الأشداء، شعب البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

يوم كان للموارنة قائد هو البطريرك رأس الكنيسة، كان الشعب قويا وكان معه لبنان قويا. يوم كانت الكنيسة الملجأ كان الشعب موحدا. يوم كانت المحبة والصالح العام هو الهدف كان الشعب متماسكا. يوم عرف الموارنة كيف يعيشون المحبة الكاملة للآخرين، وعملوا في أرضهم وحولوها الى جنائن، حولوا معها نفوس أصحابها الى الايمان.

يوم كان للموارنة لون واحد لون الوطن لون لبنان لون العلم اللبناني، يومها كان لون العلم اللبناني لونا مارونيا، ويوم فكروا في أن يكون للبنان علما بعد الاستقلال، أول ما فكروا فيه أن يكون العلم اللبناني عباءة راهب ماروني.

 لكن، يوم أصبح للموارنة قوادا وزعماء ومتزعمين بدل القائد الواحد،تشتتوا.

يوم لم تعد الكنيسة الملجأ، وأصبحت بيوتات الأحزاب وما أكثرها ملاجأهم، تضعضعوا.

يوم كثرة ألوانهم ضعفوا.

يوم تغلبت المصالح الشخصية والسياسية والأنانية على مصلحة الوطن خسرنا.

ويوم تشتتنا وتضعضعنا وضعفنا ، فقدنا لبناننا، وهاجرنا.

أحبائي، لست ناكرا للجميل،اعرف ما قدمه الكثيرون من اللبنانيين وخصوصا الشباب الماروني من تضحيات حتى الاستشهاد وبذل الذات من أجل الحفاظ على لبنان الوطن, لبنان الكيان، لبنان الرسالة والعيش المشترك. كم خسرنا من خيرة شبابنا وما زلنا، في سبيل القضية، كم بكت امهات، وترملت نساء، وتيتم أولاد، وارتوى تراب أرضنا من دمائهم حتى الثمالة،وهذا ما يؤلمني.

يؤلمني أننا لم نعرف الاستفادة من تضحياتهم

يوجعني أننا لم نعرف أن نستغل دماءهم في سبيل وحدتنا

يبكيني أننا لم نعرف كيف نشتري بدمائهم خلاص الوطن

يؤلمني ويوجعني ويبكيني ويقتلني ويقهرني أننا لم نتعلم من الماضي والتاريخ، وعدنا من جديد الى الشارع نتواجه ونتضارب ونتقاتل ونحقد، ولكل منا تبريراته، والنتيجة واحدة … أبواب الهجرة مشرعة من جديد، ليبقى الوطن الاجمل مرتعا للغرباء، يتمتعون بجماله، ونحن أهل البيت فلتأكل الغربة شبابنا، ونخسر أولادنا، ومعهم نخسر العائلة،وعلى الوطن السلام.

الى من سنترك سيدة حريصا، من سيصعد الى عنايا ليصعد شربل روحه صوب العلى،من سيزور كفيفان، ويصلي في جربتا، ويهيم  في تأملات روحية في وادي قنوبين، ويتنشق روائح البخور الصاعد من مناسك النساك القديسين،من سيحافظ على تراث دير مار مارون في العاصي وسيدة ايليج في ميفوق.

أحبائي ابناء مارون ويا أيها اللبنانيون:

فلنتوحد باسم السلام، فلنتضامن من أجل الوطن ومن أجل مستقبل أولادنا، فلنتكاتف من أجل بناء لبنان القوي.انبذوا عنكم الحقد، لا تدعوا السياسة تفرق بينكم، وخصوصا بين أهل البيت الواحد، اسمعوا الى نداءات كنيستكم الموحدة، ففي وحدتنا قوتنا وخلاصنا.

يا زعماء لبنان: 

أعطوا فرصة للتاريخ أن يكتب عنكم ملاحم البطولات، ولا تدعوا المستقبل يثبت حقيقة ما رسم عنكم في الأذهان، كونوا شجعانا في بناء السلام، شعبكم يتطلع الى انتمائكم الوطني اللبناني، لا الى ارتهاناتكم الخارجية، لئلا نضطر الى توجيه صلواتنا لتحقيق  تلك الاغنية ” الزعما فلوا من لبنان كبرت فينا فرحتنا صار فينا نعيش بأمان وصارت جنة دنيتنا” .

حضرة القنصل المحترم:

لن نحملكم رسالة الى القيمين على مقدرات وطننا الحبيب، لأننا نعرف أنكم ستحتارون الى من ستسلمونها، أو قد لا تجدوا من يقرأ رسائل الشعب المتألم والموجوع. لكن نحمل لكم رسالة محبة وشكر من جميع ابناء الجالية اللبنانية عموما، وابناء هذه الرعية خصوصا، لتضحياتكم ومحبتكم وسهركم للحفاظ على وحدة الجالية ووحدة أبنائها، فأنتم تمثلون لبناننا نحن لا لبنانهم، ففيكم نعتز ونكبر، وتعطونا الامل أن لبنان لا بد عائد. نشكر لكم حضوركم ومشاركتكم لنا الصلاة ، من أجل قيام الوطن.

مارون هل لك أن تعود وتحمل عصاك من جديد، اضرب بها حيث يجب أن تضرب، واستلم الرعاية، شعبك يستصرخك خلصه من الظلم والقهر والموت، خلصه من طغاة هذا العالم ومصالحهم الانانية، أنزله عن صليبه، أعد له الامل والحرية.

  فنحن لا نريد لابواب هذه الكنيسة أن تنفتح وتتوسع أكثر لتستقبل أخوة مهاجرين لنا جددا. نريد أن تنغلق لنعود جميعا الى قرانا وكنائسنا، نقرع أجراسها بأيدينا، حيث طعم الصلاة والحرية لهما طعم آخر، ونكهة خاصة، طعم القداسة ونكهة لبنان.